المَهْمَندار (?): اسم لمن يقوم بأمور قُصَّاد الملوك ورسلهم. فمن حقِّه أن يعتمد مصلحة الإِسلام، ويُرهب القصاد، ويوهمهم قوة المسلمين وشدة بأسهم وعظيم سطوتهم، واتِّفاق كلمتهم، وقيامهم في حَوْزة الدين وذَبَّهم عن حريم الملة الإِسلامية، وحفظ النظام، وأن يُنهى أمور القصاد إلى الملك بمقدار ما يكون فيه المصلحة، ورُبَّ من يتعيَّن عليه المبادرة إلى إكرامه، ومن يتعيَّن عليه الكفّ عن إعظامه، بحسب ما تقتضيه الحال. ومن الحقِّ على الملك ونوَّابه الاحتفال عند حضور قُصَّاد الملوك، وإظهار القوَّة وحسن الملبس وكثرة الجيش واستعدادهم على الوجه الشرعيّ.
البريدية: وهم الذين يحملون رسائل الملك وكتبه. وكانت أئمة العدل لا تُبرد البُرُد إلَّا لمهم من مهمات الإِسلام، لمثله تساق الخيول، وتزعج النفوس، والآن أكثر ما تهلك خُيُولُ البريد للأغراض الدنيوية، من شراء المماليك وجلب الجواري والأمتعة. وإذا ركب الفقيه فرسًا أنكرَ عليه ذلك، وقيل: قد أخطأ السلطان أو نائبه في إركابه؛ فإنَّ البريد لا يُساق إلَّا لمهمات السلطنة. كأنَّهم يعنون بمهمات السلطنة ما اعتادوا به من شراء مملوك مليح، أو استدعاء مغنٍّ حسن الصوت؛ أو خراب بيت شخص أنهى عنه ما لا صحة له، إلى أمثال ذلك. وخفى عنهم أن أئمَّة العدل كانوا يستدعون العلماء من البلاد لأجل نفع المسلمين واشتهارِ الدين، وأنَّ ركوب البريد لهذا الغرض خيرٌ من ركوبه في أغراضهم الفاسدة. وقد كان عمر بن عبد العزيز رضيَ اللَّه عنه يُبرد البريد للسلام على قبر سيدنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فهل رأيت في زماننا ملكًا يفعل ذلك! ومن حقٍّ البريدي كتمان الأسرار، وسترِ العورات، وكفِّ لسانه عن الفضول فضلًا عن