والمصر الرحب الاختطاط، وسكنت مدينة الاسكندرية «31» ثغر الرباط، وعجلت بالمرور الى التكرور «32» ، فبعث الظل بالحرور ووقفت بأشبانية الى الهيكل المزور، وحصلت بافريقية على الرفد غير المنزور، وانحدرت الى المغرب، انحدار الشمس الى المغرب، وصممت تصميم الحسام الماضى المضرب، ورابطت بالاندلس ثغر الاسلام، وأعلمت بها تحت ظل «33» الاعلام.

فآها- والله- على عمر مضى، وخلف مضضا (100: ب) وزمن انقضى، وشمل قضى الله من تفرقه ما قضى، ثم أجهش ببكائه، وأعلن باشتكائه، وأنشد:

لبسنا فلم نبل الزمان وأبلانا ... يتابع أخرانا- على الغى- أولانا

ونغتر بالآمال، والعمر ينقضى ... فما كان- بالرجعى الى الله- أولانا

وماذا عسى أن ينظر الدهر ما عسى ... فما انقاد للزجر الحثيث ولا لانا

جزينا صنيع الله شر جزائه ... فلم نرع ما- من سابق الفضل- أولانا

فيا رب عاملنا بما أنت أهله ... من العفو، واجبر صدعنا، أنت مولانا

ثم قال:

لقد مات اخوانى الصالحون ... فمالى صديق ولا لى عماد

اذا أقبل الصبح ولى السرور ... وان أقبل الليل ولى الرقاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015