مَا قَالَه شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية
قَالَ: "وَأحسن مَا قيل فِي مَعْنَاهُ مَا قَالَه شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية وَغَيره: أَن هَذِه الْأَحَادِيث إِنَّمَا هِيَ فِيمَن قَالَهَا وَمَات عَلَيْهَا، كَمَا جَاءَت مُقَيّدَة وَقَالَهَا خَالِصا من قلبه مُسْتَيْقنًا بهَا قلبه غير شَاك فِيهَا وبصدق ويقين، فَإِن حَقِيقَة التَّوْحِيد انجذاب الرّوح إِلَى الله جملَة فَمن شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله خَالِصا من قلبه دخل الْجنَّة لِأَن الْإِخْلَاص هُوَ انجذاب الْقلب إِلَى الله تَعَالَى بِأَن يَتُوب من الذُّنُوب تَوْبَة نصُوحًا فَإِذا مَاتَ على تِلْكَ الْحَال نَالَ ذَلِك، فَإِنَّهُ قد توترات الْأَحَادِيث بِأَنَّهُ يخرج من النَّار من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَكَانَ قلبه من الْخَيْر مَا يزن شعيرَة وَمَا يزن خردلة وَمَا يزن ذرة، وتوترات بِأَن كثيرا مِمَّن يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله يدْخل النَّار ثمَّ يخرج مِنْهَا، وتوترات بِأَن الله حرم على النَّار أَن تَأْكُل أثر السُّجُود من ابْن آدم فَهَؤُلَاءِ كَانُوا يصلونَ ويسجدون لله، وتوترات بِأَنَّهُ يحرم على النَّار من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله، وَمن شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، لَكِن جَاءَت مُقَيّدَة بالقيود الثقال وَأكْثر من يَقُولهَا لَا يعرف الْإِخْلَاص وَلَا الْيَقِين وَمن لَا