السميع البصير العليم، ولا يخفى عليه مثقال ذَرَّة في السموات ولا في الأرض.
وهو سبحانه فَرَضَ التوحيد على عباده رحمة بهم لِيَتَوَجّهوا بقلوبهم بالدعاء والتضرّع والسؤال إليه وحده مباشرة دون وسائط، وعلى ذلك فطَرهم.
وليس هو سبحانه كملوك الدنيا الذين تُتَّخَذ لَدَيْهم الوسائط من المقربين والوُجَهَاء لأنهم لا يعلمون حوائج الناس ولا يَقدرون على كل شيء ويحتاجون إلى مَن يسْترحمهم ويسْتعطفهم.
ومِنْ هنا جاء الشِّرك حيث شُبِّه الربُّ سبحانه بخلقه، ولذلك فالمشرك يتقرّب إلى الله بالشرك مع أنه أعظم ما يُبعده من رحمته، حيث تعلّق قلبه بالواسطة وإنْ كان يصلي ويصوم ويحج فعمله حابط حتى يُوَحِّد عبادته لربه.