وقد ذَكَرْتُ فيما سَبَق أنَّ القبوريين يَتّهمُون الموحِّدَ إذا نهاهم عن الشرك وذرائعه، وأنْ يجعل العبد عبادته خالصة كلها لربه .. أنه لا يُحب الأنبياء والأولياء؛ وهو اتّهام باطل - ولله الحمد -، فالموحّد يُفَرِّق بين ما لِله وما لأنبيائه والصالحين من عباده من حقوق ولا يخلط بين حق ربه الذي لا يقبله إلا خالصاً بلا شريك وبين حقوق عباده، سواء الأحياء أو الأموات.
وتأمل الآن كلام شيخ الإسلام حتى تَعلَم افْتراءَ القبوريين على الموحِّدين.
قال - رحمه الله -: (والله سبحانه أمَرَنا أنْ نُطيع رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (?)، وأمرنا أن نتبعه فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ