الحي الذي لا يموت وهو على عرشه فوق سمواته يسمع عباده ويراهم، وليس بحاجة إلى من يُبَلِّغه حوائجهم لأنه أعلم بهم من نفوسهم فضلاً عن غيرهم، وهو أرحم الراحمين، القريب المجيب، وهو على كل شيء قدير، ليس له ظهير ومعين، ولا يقبل من العبادة إلا ما أُفْرِدَ به باتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
ثم لِيَعلم عباد القبور أن الشيطان إنما احْتال عليهم بحيلة طلب الشفاعة والوساطة والقرب من الله ولأن أهل القبور في عالم الغيب لأنه يعلم أنه لوْ قال لهم: " أهل القبور هم الذين خلقوكم وهم يرزقونكم ويدبرون أموركم " لكذّبوه ولَمَا أطاعوه بالتقرّب إليهم، ولكنه جاءهم بهذه الحيلة وهي الوساطة بدعْوى القرب والوجاهة وأن ذلك من محبتهم، فأوقعهم في الشرك بهذا الاعتقاد، فصاروا مِنَ {الأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ? الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ