أبو عبيد يسأل عن الناس.
وقال الدارقطني: ثقة، إمام جبل، وسلام أبوه رومي.
قال ابن يونس هو مروزي، سكن بغداد.
وقال الحاكم: الإمام المقبول عند الكل أبو عبيد، وقال إبراهيم الحربي: ما مثلت أبا عبيد إلا بجبل نفخ فيه الروح، وأجل كتبه غريب المصنف.
ولأبي عبيد كتاب في القراءات، ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله، وقال ابن الأنباري: كان أبو عبيد يقسم الليل، فيصلي ثلثه وينام ثلثه، ويصنف ثلثه.
وفضائل أبي عبيد كثيرة، ومناقبه شهيرة.
قال عباس الدوري: سمعته يقول: عاشرت الناس، وكلمت أهل الكلام.
فما رأيت قوما أوسخ وسخا، ولا أضعف جهة من الرافضة، ولا أحمق منهم قال عبد الله بن طاهر الأمير: الناس أربعة، ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن المسعودي في زمانه، وأبو عبيد في زمانه.
وقال إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي: حدثنا القاسم بن محمد المؤدب، عن محمد بن أبي بشر قال: أتيت أحمد بن حنبل، في مسألة فقال لي: ائت أبا عبيد، فإن له بيانا لا نسمعه من غيره، فأتيته فشفاني جوابه، وأخبرته بقول أحمد.
فقال: يابن أخي ذاك رجل من عمال الله، وإنه لكما قيل:
يزينك إما غاب عنك وإن دنا ... رأيت له زينا يسرك مقبلا
يعلم هذا الخلق ما شذ عنهم ... من الأدب المعهود كهفا ومعقلا
ويخشن في ذات الإله إذا رأى ... مضيما لأهل الحق لا يسأم البلا
وإخوانه الأدنون كل موفق ... بصير بأمر الله يسمو إلى العلا
توفي أبو عبيد، سنة أربع وعشرين ومائتين -رحمه الله1.
2- أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة.
أبو الحسن البزي المكي، المقرئ قارئ مكة، ومؤذن المسجد الحرام ومولى بني مخزوم.