ارتحل إلى بغداد، سنة اثنتين وستين، فقرأ بها القراءات بعدة كتب، مؤلفة في السبع وفي العشر، على الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، ولزمه مدة طويلة، وسمع منه ومن كمال الدين بن وضاح وجماعة.
وسمع بالموصل من محمد بن مسعود بن العجمي، وموفق الدين الكواشي، وقرأ القراءات، على الشيخ عبد الله بن إبراهيم الجزري، الزاهد بالموصل.
وحفظ مختصر الخرقي، ونظر في العربية، وتصدر للإقراء والإفادة زمانا ببلده، ثم قدم علينا دمشق، في سنة سبع عشرة وسبعمائة1.
27- أبو بكر بن أبي شامة الشيخ الجعبري المقرئ.
المؤذن شيخ مطبوع، يتعاطى التجويد، ويرهج كثيرا ويلهج، بمعرفة القراءات.
وكان مستحضرا للخلاف، أدرك الكمال الضرير، وشاهده، وقرأ بمصر في حياته القراءات، على الشيخ عبد الهادي خطيب المقياس، وغيره.
قرأ عليه بالروايات، بهاء الدين محمد بن علي، والجمال يوسف بن المبيض، والفخر إسماعيل بن شيخنا إبراهيم الصوفي، وله شعر حسن، وفيه دين وتواضع.
وكان يحضر الوظائف، وله حلقة مصدرة بجامع دمشق، توفي سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وهو في عشر الثمانين2.
28- أحمد بن موسى الموصلي الحنبلي، أبو العباس المقرئ نزيل دمشق، شيخ صالح عاقل عارف بالقراءات.
أخذها عن الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، وكان فصيحا عارفا بالتجويد، من رفقاء الشيخ إبراهيم الرقي. توفي سنة عشر وسبعمائة وقد شارف الستين3.
29- محمد بن الحسن الشيخ أبو عبد الله الأربلي، الضرير المقرئ، نزيل القاهرة جلست معه فوجدته عارفا بالفن، محققا، للتجويد والأداء.
ولي الإقراء بالفاضلية وغيرها، تلا عليه جماعة بالروايات، منهم رفيقنا الشيخ جمال الدين رافع، وفي طبقة هؤلاء طائفة كبيرة، أدركناهم لكنهم تركوا الفن فمنهم4.