وكان شيخ الإقراء بدار الحديث الأشرفية، وله حلقة بالجامع1 توفي في ذي الحجة سنة ثماني عشرة وسبعمائة2.
25- أبو بكر بن عمر بن المشيع الإمام المجود، الصالح تقي الدين الجزري، المقصاتي المقرئ.
ولد سنة إحدى وثلاثين وستمائة تقريبا، وقرأ القراءات في حدود الخمسين وستمائة، وأدرك الكبار من القراء، لكنه تهاون بنفسه، بحيث إنه قدم دمشق.
وقرأ بها على الشيخ علم الدين الأندلسي عشرين جزءا من القرآن، وترك وسافر، أكمل القراءات على الشيخ عبد الصمد، مقرئ بغداد وسمع من الشيخ موفق الدين الكواشي تفسيره.
وسمع كتاب جامع الأصول، من شيخ سمعه من المصنف، وجلس للإقراء سنة بضع وخمسين، ولو قرأ على الداعي الرشيدي، أو على الكمال الضرير، لكان شيخ القراء في عصره، فإنه أقرأ بالتجويد في أيامهما.
قدم دمشق وسكنها، وأقرأ بالرباط الناصري مدة، ثم سكن البلد، وولي الإقراء والإمامة بدار الحديث الأشرفية، بعد شيخنا الإسكندراني وأقرأ أيضا بالجامع.
وكان بصيرا بالقراءات، قيما بمعرفتها، واقفا على غوامضها، يفهم شيئا من عللها، وله اعتناء كامل بالأداء والمخارج، ناب في الخطابة مدة وكان خيرا زاهدا عزيز النفس، ذا صدق وورع.
قرأ عليه بالروايات، شمس الدين محمد بن البصال، والشيخ محمد الوطائي الضرير، وجمعت عليه قديما بعض سورة البقرة، وقرأت عليه كتاب التجريد لابن الفحام، وحدثني به تلاوة وسماعا، عن الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش.
توفي إلى رحمة الله تعالى، في سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وقد جاوز الثمانين3.
26- محمد بن علي بن أبي القاسم بن أبي العز، الإمام المجود بقية السلف، شمس الدين أبو عبد الله بن الوراق، الموصلي الحنبلي، المقرئ المعروف بابن خروف.
ولد في حدود سنة أربعين وستمائة أو قبلها، واشتغل بالموصل، وقصد أبا عبد الله الحنبلي مصنف الشمعة، ليأخذ عنه فوجده قد مرض ثم توفي.