ولد في حدود الخمسين وستمائة، وقرأ القراءات الكثيرة على الكمال بن فارس، وابن أبي الدر، والزواوي والفاروثي والفاضلي وغيرهم.
وعني بهذا الشأن، وكان عارفا بكثير من غوامضه، يحل القصيد حلا حسنا، ويفهم العربية، وكان يحفظ التنبيه، ويحضر المدارس، ويؤم بمسجد، وله حلقة على باب المنارة الغربية بالجامع، جالسته وانتفعت به.
وشرعت في الجمع الكبير عليه، في سنة إحدى وتسعين، عندما شرعت على الفاضلي، وكان ظريفا مزاحا سامحه الله تعالى، أخذ القراءات عنه جماعة منهم النظام النحوي اليمني، والحاج محمد بن القباني والدقيقي.
واشتهر اسمه، وولي مشيخة التربة الأشرفية، بعد شيخنا برهان الدين، توفي في ربيع الأول، سنة ثمان وسبعمائة1.
21- إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق بن المظفر أبو الفضل بن الوزيري المؤدب.
اعتنى به والده الشيخ برهان الدين، وأسمعه الشاطبية، وجملة من كتب القراءات، على الكمال الضرير، وسمع من الحافظ عبد العظيم المنذري معجمه.
وقرأ القراءات على والده، وعلى الكمال بن فارس، وهو قادر إن شاء الله على إقرائها, وذكر الخلاف, وهو عاقل حسن السمت له حلقة إقراء، لقن جماعة، مولده سنة خمسين وستمائة، ومات في شعبان سنة تسع عشرة وسبعمائة2.
22- محمد بن عبد المحسن الشيخ المقرئ شمس الدين، أبو عبد الله المصري الضرير، الملقب بالمزراب، نزيل دمشق.
قرأ بالقاهرة على الكمال المحلي، وقدم دمشق، فقرأ بها القراءات، على ابن فارس، والزواوي، وكان عارفا بالخلاف، فصيحا مفوها، قيما بالتجويد، يلقن ويقرئ بالروايات.
قرأت عليه ختمة للسوسي، وأخرى لنافع -أشك: هل فاتني منها شيء من الحواميم -وكان يحضر المدارس والختم، وصار شيخ ميعاد بن عامر، وله مسجد وصوته طيب.
توفي في أول سنة ثلاث وسبعمائة، وقد جاوز الستين، فيما أرى وشيخي الذي لقنني القرآن كله من جملة تلامذته3.