قرأ القرآن لنافع وابن كثير، وأبي عمرو في عدة ختمات، على الشيخ علم الدين السخاوي، وسمع عليه الكثير، وعلى التاج ابن أبي جعفر، وعتيق السلماني، وأبي عمرو بن الصلاح، والعز النسابة، وخلق سواهم.
ثم أكمل القراءات، على شمس الدين أبي الفتح الأنصاري وغيره، وتفقه قليلا على أخيه مفتي الشام، تاج الدين عبد الرحمن، وقرأ في العربية كتاب المفصل، على مجد الدين الأربلي.
وعني بالحديث بعد الستين وستمائة، وأكثر عن ابن عبد الدائم، والموجودين، وقرأ الكتب الكبار، وكان أحسن أهل زمانه قراءة للحديث؛ لأنه كان فصيحا مفوها، عديم اللحن، عذب العبارة طيب الصوت.
خبيرا باللغة، رأسا في العربية وعللها، جم الفضائل مطبوع الحركات ظريف الجملة حلو المزاح، كثير التواضع، والتودد، ولي مشيخة الناصرية ومشيخة التربة العادلية زمانا.
ثم ولي خطابة جامع جراح، ونقل منه إلى خطابة البلد، فكان من أبلغ الناس خطابة، قرأ عليه بالروايات إمام مسجد السبعة، وببعضها الشيخ بدر الدين بن بصخان.
ولازمه مدة، وقرأ عليه شرح القصيد لأبي شامة، بقراءته له على المصنف، وكنت أحضر مجلسه أخذ عنه العربية جماعة، منهم شيخنا برهان الدين بن أخيه، وكمال الدين بن الشهبي، ونجم الدين القحفازي وزين الدين أبو بكر.
وكان يجلس لنا وقتا قليلا، فلا يتمكن الطالب من الأخذ عنه، إلا بالملازمة مع الطول، فلهذا لم أقرأ عليه، كان مشغولا بحضور الوظائف، وسمعنا الصحيح بقراءته.
وقد روى كتاب السنن الكبير للبيهقي، ولد في رمضان سنة ثلاثين وستمائة.
وتوفي بدار الخطابة، ليلة العشرين من شوال، سنة خمس وسبعمائة -رحمه الله1.
17- حسين بن سليمان بن فزارة الإمام، الفقيه شهاب الدين أبو عبد الله الكفري، ثم الدمشقي المقرئ الحنفي، المعدل، ولد سنة سبع وثلاثين وستمائة.
وقدم دمشق بعد الخمسين، فحفظ القرآن وقرأ الفقه، قرأ بالروايات على الشيخ علم الدين اللورقي، والشيخ زين الدين الزواوي وغيرهما، وسمع رسالة القشيري من ابن طلحة النصيبي.