كان شابا فاضلا، ومقرئا محققا ذا ذكاء مفرط، وفهم ثاقب، ومعرفة تامة بالعربية واللغة، قرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عبد العزيز الإربلي وغيره.
وسيأتي ذكر شيخه إن شاء الله تعالى، وشعره في غاية الجودة، نظم في الفقه وفي التاريخ وغيره، وكان مع فرط ذكائه صالحا زاهدا متواضعا.
كان شيخنا التقي المقصاتي، يصف شمائله وفضائله ويثني عليه، وكان قد حضر بحوثه، وسمع أبا الحسن شيخه يقول: كان أبو عبد الله نائما إلى جانبي فاستيقظ, فقال لي: رأيت الساعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فطلبت منه العلم فأطعمني تمرات.
قال أبو الحسن: ومن ذلك الوقت، فتح عليه وتكلم، توفي في صفر، سنة ست وخمسين وستمائة بالموصل، وله ثلاث وثلاثون سنة، رحمه الله1.
5- علي بن موسى بن يوسف الإمام، أبو الحسن السعدي المصري، المقرئ المعروف بالدهان.
ولد سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وقرأ القراءات على أبي الفضل جعفر الهمداني، وجمع إلى سورة الأعراف، على أبي القاسم الصفراوي.
وسمع من جماعة، وتصدر للإقراء بالفاضلية، وكان ورعا خيرا عارفا بوجوه القراءات، كثير المروءة، ساعيا في مصالح تلامذته.
قرأ عليه القراءات، أبو عبد الله القصاع، والبرهان الوزيري، والشمس الحاضري وطائفة.
توفي فجأة في الرابع والعشرين من رجب، سنة خمس وستين وستمائة، وشيعه الخلق2.
6- أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، العلامة ذو الفنون، شهاب الدين أبو القاسم المقدسي، ثم الدمشقي الشافعي المقرئ، النحوي الأصولي، صاحب التصانيف.
ولد في أحد الربيعين سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وقرأ القرآن صغيرا، وأكمل القراءات على شيخه السخاوي سنة ست عشرة وستمائة، وسمع صحيح البخاري، من داود بن ملاعب، وأحمد بن عبد الله العطار.