وأخذ النحو عن ابن النعمة، وكتب إليه بالإجازة، أبو مروان بن قزمان، وأبو طاهر السلفي، وكان جم الفضائل، لم يكن له في زمانه بشرق الأندلس، نظير، تفننا واستبحارا.

وكان من الراسخين في العلم، صدرا في المشاورين من الفقهاء، قد برع في علم القراءات والعربية، والفقه والفتيا، وأما عقد الشروط فإليه انتهت الرياسة فيه، وإليه كان المنتهى.

وكان كريم الأخلاق. عظيم القدر سمحا جوادا سريا، خطب بجامع بلنسية، وكانت فيه دعابة، فوجد بعض الناس سبيلا إلى التكلم فيه.

أقرأ القراءات ودرس الفقه وعلم النحو، ورحل الطلبة إليه، وطال عمره وبعد صيته، قرأ عليه بالروايات العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأبار، والعلامة أبو محمد القاسم بن أحمد اللورقي.

ولد سنة ثلاثين وخمسمائة، ومات في سادس شوال سنة ثمان وستمائة، أرخه الأبار1.

24- علي بن أحمد بن سعيد الأستاذ أبو الحسن بن الدباس، الواسطي المقرئ العدل.

ولد بواسط سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وقرأ بها القراءات على الشيخ عبد الرحمن بن الحسين بن الدجاجي، وأبي الفتح المبارك بن أحمد بن زريق الحداد، وأبي الكرم محفوظ بن عبد الباقي بن النازنج.

ثم رحل إلى همذان فقرأ على الحافظ أبي العلاء، وقرأ ببغداد القراءات على أبي الكرم الشهرزوري، كما زعم وهو أكبر شيوخه، وعلى عبد الوهاب بن محمد الصابوني، وعلى ابن أحمد اليزدي، ويوسف بن المبارك بن أبي شيبة الخياط.

وقرأ بالموصل على يحيى بن سعدون القرطبي، وأقرأ الناس دهرا، وكان رأسا في معرفة القراءات وعللها بصيرا بالعربية، حسن التواضع، انتفع به خلق عظيم ببغداد.

قال الحافظ عبد العظيم المنذري: ذكر أبو الحسن الدباس، أنه قرأ على أبي الكرم الشهرزوري، فأنكر عليه، وروى عن أبي طالب الكتاني، ما لا يعرف عنه.

وقال ابن النجار في تاريخه، ذكر لي محمد بن سعيد الحافظ، أن أبا الحسن بن الدباس، حدث بكتاب الحجة لأبي علي الفارسي عن الكتاني، قال: أخبرنا أبو الفضل بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015