ولد في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة، قرأ على أبي عبد الله محمد بن سعيد بن غلام الفرس، وأخذ عن أبي إسحاق بن محارب، تلميذ ابن غلام الفرس.

ورحل فقرأ على أبي الحسن بن هذيل، وأكثر من السماع منه، ومن أبي الحسن بن النعمة، وابن سعادة، وتصدر للإقراء فرأس أهل العصر بالأندلس ورحل الناس إليه.

ذكره الأبار فقال: لم يكن أحد يدانيه في الضبط والتجويد والإتقان، تصدر في حياة شيوخه، وأخذ عنه الآباء والأبناء، ثم اضطرب بأخرة في روايته، فأسند عن جماعة أدركهم.

وكان بعض شيوخنا ينكر ذلك عليه، مع صحة روايته عن المذكورين قبل، وإكثاره عنهم، قلت: لم يذكر ابن الأبار فيهم ابن غلام الفرس، فهو أحد من أسند عنه بأخرة، فتكلم فيه.

قال: وأخذ عنه والدي القراءات، وأخذتها بعد مدة أنا عن الحصار، وسمعت منه جملة، قلت: وأخذ عنه علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي، نزيل دمشق.

قال الأبار: توفي في ثالث صفر سنة تسع وستمائة، قبل الكائنة العظمى على المسلمين بالعقاب من ناحية جيان بأيام، وقد قارب الثمانين1.

22- محمد بن سعيد بن محمد أبو عبد الله المرادي المرسي المقرئ.

أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل، وأبي علي بن غريب، وسمع منهما، ومن أبي عبد الله بن سعادة، وأبي محمد بن عاشر، قرأ عليه بالتيسير علم الدين القاسم وغيره.

ذكره الأبار فقال: كان خيرا فاضلا، أخذ الناس عنه، الكثير وتوفي بمرسية ليلة الجمعة الحادي والعشرين من رمضان سنة ست وستمائة، وله أربع وستون سنة2.

23- محمد بن أيوب بن محمد بن وهب بن محمد بن وهب بن نوح الغافقي، القاضي أبو عبد الله البلنسي المقرئ.

أخذ القراءات عن ابن هذيل، وسمع من أبيه، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي الحسن بن النعمة، وجماعة، وتفقه بأبي بكر يحيى بن محمد بن عقال، صاحب أبي جعفر البطروجي، واستظهر عليه المدونة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015