وقرأ بواسط على أحمد بن عبيد الله الآمدي، سبط الأغلاقي، والرئيس أبي يعلى محمد بن سعد بن تركان، وسمع من ابن الحصين، وهبة الله بن الطبر، وأبي السعود أحمد بن علي المجلي.
وأبي الحسن عبد الله بن محمد بن البيهقي، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي، وعمر بن إبراهيم العلوي، وأبي عبد الله الجلاني، وأبي عامر محمد بن سعدون العبدري، وطائفة سواهم.
وكان مسند العراق في زمانه، قال أبو عبد الله بن الدبيثي: كان حسن المعرفة جيد الأصول، صحيح النقل مستيقظا، روى الكثير وصار أسند أهل زمانه، وقصد من الآفاق.
ونعم الشيخ كان عقلا وخلقا ومودة، توفي في شعبان سنة خمس وستمائة، قلت: روى عنه أبو الطاهر إسماعيل بن الأنماطي، والخطير فتوح الخوبي، والزين أحمد بن عبد الدائم1.
18- غياث بن فارس بن مكي الأستاذ أبو الجود اللخمي المنذري، المصري المقرئ الفرضي، النحوي العروضي الضرير، شيخ القراء بديار مصر.
قرأ القراءات على الشريف أبي الفتوح الخطيب، وسمع من عبد الله بن رفاعة السعدي وغيره، وتصدر للإقراء، من شبيبته.
وقرأ عليه خلق كثير، منهم علم الدين السخاوي، وعبد الظاهر بن نشوان، والمنتخب الهمذاني، والفقيه زيادة، وأبو عمرو بن الحاجب، والعلم أبو محمد القاسم بن أحمد اللورقي، والكمال على بن شجاع العباسي.
وأبو علي منصور بن عبد الله الأنصاري الضرير، والتقي عبد الرحمن بن مرهف الناشري، وأبو الفتح عبد الهادي بن عبد الكريم خطيب جامع المقياس.
وخلق آخرهم وفاة أبو طاهر اسماعيل بن هبة الله المليجي، ذكره الحافظ زكي الدين المنذري في الوفيات له، وقال: أقرأ الناس دهرا، ورحل إليه، وأكثر المتصدرين للإقراء بمصر أصحابه، وأصحاب أصحابه، سمعت منه.
وقرأت القراءات في حياته على أصحابه، ولم يتيسر لي القراءة عليه، ومولده سنة ثمان عشرة وخمسمائة، قال: وكان دينا فاضلا بارعا في الأدب حسن الأداء لفاظا، متواضعا كثير المروءة، لا يطلب منه قصد أحد في حاجة إلا يجيب.