فكان لا يأخذ من أحد شيئا، ويأكل من كسب يمينه، قرأ بالروايات على سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري، وسمع من علي بن الصباغ، وأبي الفتح عبد الله بن البيضاوي، وأبي الحسن بن عبد السلام وجماعة.

وكان كبير القدر كثير الخير، أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر، قال أبو عبد الله بن النجار: لقن خلقا كثيرا.

ومات في ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وحملت جنازته على الرءوس، وما رأيت جمعا أكثر من جمع جنازته، وكان وقورا مستجاب الدعوة.

وقال أبو عبد الله الدبيثي: قرأنا عليه بالروايات، وسمعنا منه، ونعم الشيخ كان، ودفن بصفة بشر الحافي.

قلت: وروى عنه الضياء المقدسي، وابن خليل، والتقي اليلداني والنجيب عبد اللطيف، والزين بن عبد الدائم، وآخرون.

وقرأ عليه بالمبهج إبراهيم بن الخير1.

66- يوسف بن عبد الرحمن بن غصن أبو الحجاج الإشبيلي المقرئ.

أحد الحذاق أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح، وأبي العباس بن حرب المسيلي، وأبي العباس أحمد بن عيشون.

وحدث عن أبي بكر بن العربي، وعمر دهرا طويلا، وتصدر للإقراء بإشبيلية، وانفرد بعلو الإسناد، بقي إلى حدود سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وقد رحل الناس إليه2.

67- محمد بن إبراهيم بن محمد بن وضاح، أبو القاسم اللخمي الغرناطي، المقرئ.

أخذ القراءات بمكة عن أبي علي بن العرجاء، سنة سبع وأربعين وخمسمائة، قاله الأبار: وأخذ أيضا عن ابن هذيل، ودخل بغداد.

واستوطن جزيرة شقر، خطيبا ومقرئا بها، وكان صالحا زاهدا مشارا إليه بإجابة الدعوة.

أخذ عنه ابنه أبو بكر محمد بن وضاح، وأبو عبد الله بن سعادة، توفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015