وقال هبة الله بن المبارك السقطي: كنت أحد من رحل إلى أبي علي، فألفيت شيخا عالما فهما صالحا، صدوقا، متيقظا نبيلا وقورا.
وقال أبو الفضل بن خيرون في الوفيات: كان غلام الهراس مقرئا غير أنه خلط في شيء، من القراءات فادعى إسنادا في شيء لا حقيقة له.
وروى عجائب، وتوفي يوم الجمعة، سابع جمادى الأولى سنة ثمان وستين وأربعمائة، وهذا أصح من قول خميس، من أنه توفي في أواخر سنة سبع وستين.
قال ابن السمعاني: قرأ أبو علي بالأمصار، وسافر في طلب القراءات وأتعب نفسه في التجويد والتحقيق حتى صار طبقة العصر، ورحل الناس إليه من الأقطار، قلت:
قرأ عليه القلانسي، وأبو المجد محمد بن محمد بن جهور، قاضي واسط وعلي بن علي بن شيراز1.
8- أبو القاسم الهذلي المقرئ الجوال، أحد من طوف الدنيا في طلب القراءات، واسمه يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة المغربي البسكري، وبسكرة بليدة بالمغرب، ورحل من أقصى المغرب، إلى بلاد الترك.
وكانت رحلته في سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وبعدها، فقرأ بحران على أبي القاسم الزيدي، صاحب النقاش وهو أكبر شيوخه، وعلى الأهوازي بدمشق، وعلى إسماعيل بن عمرو بن راشد الحداد، وجماعة بمصر، وعلى مهدي بن طراره.
والحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي، صاحب الروضة، وتاج الأئمة أحمد بن علي المصري، وأبي العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني.
وقد ذكر الشيوخ الذين قرأ عليهم، وعدتهم مائة واثنان وعشرون شيخا وهم تاج الأئمة ابن نفيس، وابن راشد الحداد، وصاحب الروضة، وعبد الملك بن سابور، ومحمد بن الحسين الشيرازي بمصر، وعبد العزيز، وابن سمحان.
وابن أبي رماد بالقيروان2، وخلف الله السبتي بفاس3، وعلي بن النمر بأطرابلس4، وعبد الواحد بن عبد القادر بدمياط5، وعبد الساتر بن الذرب باللاذقية6.