وقال الدقاق في رسالته: لم أر شيخا بأصبهان جمع بين علم القرآن والقراءات والحديث والروايات وكثرة الكتابة والسماع أفضل من أبي بكر الباطرقاني.
كان إمام الجامع الكبير، حسن الخلق والهيأة، والمنظر والقراءة، والرواية، ثقة في الحديث.
قلت: ولي إمامة الجامع، بعد ابن شبيب المذكور، وكان أحد الحفاظ، ولم يكن بالمتقن.
قال أبو زكريا بن منده: ذكره عمي يوما، والحافظ عبد العزيز النخشبي، وجماعة حاضرون.
فقال النخشبي: صنف مسندا ضمنه ما في صحيح البخاري، إلا أنه كتب أكثره من الأصل، ثم ألحقه إسناده، وهذا ليس من شرط المحدثين.
قال أبو زكريا: تكلم في مسائل لا يسع الموضع ذكرها، ولو اقتصر على الإقراء والتحديث، لكان خيرا، قلت: يريد أبو زكريا أنه دخل في شيء من علم الكلام.
ثم قال: وقال لي إنه ولد في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، ومات في الثاني والعشرين من صفر سنة ستين وأربعمائة1.
6- محمد بن علي بن موسى أبو بكر الخياط المقرئ البغدادي، مسند القراء في عصره، ولولا تأخر وفاته لذكرته في الطبقة الماضية.
ولد سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وقرأ على أبي أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، وأحمد بن عبد الله السوسنجردي، وبكر بن شاذان، وأبي الحسن الحمامي، وسمع من أبي الصلت المجبر، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وطبقتهم.
قرأ عليه جماعة كثيرة، منهم أبو الحسين بن الفراء، وأبو عبد الله البارع، وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي، وهبة الله بن الطبر الحريري.
وحدث عنه أبو بكر الخطيب في تاريخه، وأبو منصور القزاز وعبد الخالق بن البدر ويحيى بن الطراح وأحمد بن ظفر المغازلي.
وكان كبير القدر عديم النظير بصيرا بالقراءات صالحا عابدا ورعا بكاء قانتا خشن