فكان أبو علي يجيء فيفتح فيجد ذلك فيعجب، ويقول: لعل هذا من الجنة. وكتم أمره فأخصب جسمه وسمن، فقال له ابن العلاف: ما لك قد سمنت؟ فتمثل بهذا الشعر:
من أطلعوه على سر فباح به ... لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
ثم أخذ يوري ولا يصرح فما زال به العلاف حتى أخبره بالكرامة فقال له: ينبغي أن تدعو للوزير ابن المسلم، ففهم القضية وانكسر قلبه، ولم تطل بعدها مدته.
توفي سنة إحدى وخمسين وأربعمائة1.
41- الحسن بن علي بن عبد الله أبو علي العطار المقرئ المؤدب، المعروف بالأقرع، والد فاطمة بنت الأقرع، صاحبة الخط الفائق، من كبار القراء ببغداد.
قرأ عليه أبو طاهر بن سوار وغيره، سمع من عيسى بن الوزير، وأبي حفص الكتاني، وقرأ القراءات على أبي الفرج النهرواني، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبي الحسن الحمامي.
وقد حدث عنه أبو بكر الخطيب، وقال: لم يكن به بأس، توفي سنة سبع وأربعين وأربعمائة2.
42- محمد بن علي بن محمد بن حسن أبو عبد الله الخبازي، مقرئ نيسابور، ومسندها.
ولد سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وقرأ على والده أبي الحسين المقرئ الخبازي الكبير، وعلى أبي بكر محمد بن محمد الطرازي، صاحب ابن مجاهد.
وسمع من أبي أحمد الحاكم، وأبي محمد المخلدي وجماعة، وتصدى للإقراء، وصنف في القراءات وتخرج به عدد كثير، وقد سمع صحيح البخاري من الكشميهني، وكان ذا حرمة وافرة عند الدولة، لعبادته وزهده وتهجده.
ويقال كان مجاب الدعوة.
روى عنه مسعود بن ناصر الركاب، وإسماعيل بن عبد الغافر، وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفداوي وآخرون، توفي سنة تسع وأربعين وأربعمائة3.
43- أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب الشيخ أبو نصر البغدادي، الخباز المقرئ.
قرأ بالروايات على منصور بن محمد بن منصور صاحب ابن مجاهد، وأبي الحسن