رحل سنة ثمانين وثلاثمائة، فحج أربع مرات، وقرأ على الكبار.
قال أبو علي الغساني: سمعته غير مرة يقول: من شيوخي في القرآن أبو أحمد السامري، وأبو بكر الأدفوي، وأبو الطيب بن غلبون.
ومن شيوخي في الحديث أبو بكر المهندس، وأبو مسلم الكاتب، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبو محمد بن أبي زيد، وقرأ بالأندلس على أبي الحسن الأنطاكي.
وأقرأ الناس دهرا مسجده بقرطبة، وفي الجامع، قال أبو عمر أحمد بن مهدي: كان من أهل العلم بالقراءات، حافظا للخلاف، مجودا للأداء بصيرا بالنحو، مع الخير والحال الحسن.
توفي فجأة في المحرم، سنة ست وأربعين وأربعمائة، قرأ عليه أبو الحسين بن البياز1.
39- محمد بن عبد الله أبو عبد الله بن الصناع، القرطبي المقرئ.
قرأ القرآن وجوده على أبي الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي وهوآخر من قرأ عليه، وأقرأ الناس مدة، وروى كتاب قراءة ورش عن الأنطاكي.
قال أبو القاسم بن بشكوال: أخبرنا بهذا الكتاب أبو محمد بن عتاب عنه، ووصفه لي بالفضل والصلاح، وكثرة التلاوة.
توفي في المحرم سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، عن إحدى وتسعين سنة2.
40- الحسن بن الفضل أبو علي الشرمقاني المقرئ المؤدب.
قال الخطيب: كان من العالمين بالقراءات ووجوهها.
قلت: قرأ على مثل الحمامي، وإبراهيم بن أحمد الطبري وقال: حدثني زاهر بن
أحمد السرخسي، وشرمقان من قرى نسا، قلت: قرأ عليه أبو طاهر بن سوار وغيره، وكان زاهدا ورعا، يقنع بالمنبوذ، ويأوي إلى مسجده.
رآه ابن العلاف يأكل الورق، فأخبر الوزير، فقال: أرسل إليه شيئا قال: ما يقبله، قال: نتحيل، وأمر غلاما له أن يعمل لذلك المسجد مفتاحا آخر، وقال: اأحمل إليه كل يوم رغيفا ودجاجة وقطعة حلاوة.