رحل وأخذ القراءات عرضا عن محمد بن عبد الله بن أشته، وسمع منه بعض تصانيفه، وأقرأ الناس بالأندلس.
قال الداني: حدث وكتب، وقرأ عليه غير واحد من أصحابنا، وتوفي بعد التسعين وثلاثمائة1.
16- محمد بن يوسف بن محمد أبو عبد الله الأموي، مولاهم القرطبي النجار، المقرئ خال أبي عمرو الداني.
ذكره أبو عمرو في الطبقات، وقال: أخذ القراءة عرضا عن أبي أحمد السامري، وأبي الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي، وغيرهما، وكان من أهل الضبط والإتقان، والمعرفة بما يقرئ، مع نصيب وافر من العربية، وعلم الفرائض والحساب.
أقرأ الناس بقرطبة في مسجده، من بعد سنة اثنتين وثمانين ثم نزح في الفتنة، وسكن الثغر، وأقرأ الناس به دهرا، ثم رد إلى قرطبة، وبها توفي في صدر ذي القعدة، سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وولد بعد سنة خمسين وثلاثمائة بيسير2.
17- موسى بن عيسى بن أبي حاج، أبو عمران الفاسي المقرئ، الفقيه المالكي الأصولي شيخ القيروان.
تفقه على أبي الحسن وهو أجل أصحابه، ودخل الأندلس، فتفقه على أبي محمد الأصيلي، وسمع من عبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر والكبار، ثم حج مرات وقرأ القراءات ببغداد على أبي الحسن الحمامي، وغيره وسمع من أبي الفتح بن أبي الفوارس، وأخذ الأصول عن أبي بكر بن الباقلاني، وانتهت إليه رياسة العلم بالقيروان.
قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران الفاسي، من أعلم الناس وأحفظهم، جمع حفظه الفقه والحديث والرجال، وكان يقرأ القراءات ويجودها، مع معرفة بالجرح والتعديل.
أخذ عنه الناس من أقطار المغرب، ولم ألق أحدا أوسع منه علما ولا أكثر رواية.
وقال أبو عمرو الداني في ترجمته: ثم إنه توجه إلى القيروان، وأقرأ الناس بها مدة، ثم ترك الإقراء، ودارس الفقه وأسمع الحديث إلى أن توفي بها، في ثالث عشر رمضان، سنة ثلاثين وأربعمائة.