وقرأ عليه عبد الله بن سهل وطائفة، وكان رأسا في علم القرآن، قراءاته وإعرابه وأحكامه وناسخه ومنسوخه ومعانيه، رأسا في معرفة الحديث وطرقه، حافظا للسنن، ذا عناية بالآثار والسنة، إماما عارفا بأصول الديانات، ذا هدى وسمت ونسك، وصمت.
قال أبو عمرو الداني: كان فاضلا ضابطا شديدا في السنة، وقال ابن بشكوال في كتاب الصلة: كان سيفا مجردا على أهل الأهواء والبدع قامعا لهم غيورا على الشريعة، شديدا في ذات الله.
أقرأ الناس محتسبا، وأسمع الحديث، وأم بمسجد منعة منها ثم إنه خرج إلى ثغر فجال فيه، وانتفع الناس بعلمه.
ثم قصد بلده في آخر عمره فتوفي به في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربعمائة، رحمه الله تعالى1.
14- أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس، الأستاذ أبو الحسين الصيدلاني، البغدادي المقرئ، مصنف كتاب الواضح، في القراءات العشر.
قرأ بالروايات على أبي الحسن بن العلاف، وأبي الفرج النهرواني، وبكر بن شاذان، وإبراهيم بن أحمد الطبري، وأبي الحسن بن الحمامي وغيرهم، وسمع من أبي طاهر المخلص وغيره.
قرأ عليه القراءات عبد السيد بن عتاب، بكتابه الواضح، وحدث عنه ولده محمد أبو طاهر.
أنبانا المسلم بن محمد، أخبرنا الكندي، أخبرنا القزاز.
حدثنا أبو بكر الخطيب في تاريخه، قال: كان أحمد بن رضوان أحد القراء المذكورين، بإتقان الروايات، له في ذلك تصانيف، توفي وهو شاب.
وقد كان الناس يقرءون عليه في حياة الحمامي لعلمه، حضرته ليلة في الجامع، فقرأ فيها ختمتين قبل أن يطلع الفجر.
توفي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، قلت: كتابه الواضح، يعلو عند شيخنا ابن خيرون الموصلي، تلاوة وسماعا2.
15- محمد بن إبراهيم بن هانئ بن عيشون الألبيري، أبو عبد الله الأندلسي.