قال الخطيب: كان ثقة، حدث ببغداد، قال: وكان من عاصره بالكوفة يقول: لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى وقته، أحد أفقه منه، حدثنا عنه غير واحد.
وقال لي العتيقي: ما رأيت بالكوفة مثله.
قلت: روى عنه يحيى بن محمد الأقساسي، ومحمد بن أحمد بن علان الكرجي، ومحمد بن الحسن بن المنثور، الجهني وعدة، توفي في رجب سنة اثنتين وأربعمائة1.
47- طاهر بن عبد المنعم بن عبيد بن غلبون، أبو الحسن الحلبي المقرئ.
أحد الحذاق المحققين، ومصنف التذكرة في القراءات، أخذ القراءات عن والده، وبرع في الفن، وقرأ على محمد بن يوسف بن نهار، وعلى ابن محمد بن خشنام المالكي بالبصرة، وعلى علي بن موسى الهاشمي.
وسمع الحروف من إبراهيم بن محمد بن مروان، وعتيق بن ما شاء الله، وأبي أحمد بن الناصح، وأبي الفتح بن بدهن، وروى الحديث عن البصريين، ابن حيويه النيسابوري، والحسن بن رشيق.
ولقي ببغداد أبا بكر القطيعي، وبحلب الحسين بن خالويه النحوي وكان من كبار المقرئين في عصره بالديار المصرية.
قرأ عليه القراءات أبو عمرو الداني، وقال: لم نر في وقته مثله، في فهمه وعلمه مع فضله وصدق لهجته، كتبنا عنه كثيرا.
وتوفي بمصر لعشر مضين من شوال سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، قلت: مات في سن الكهولة.
قلت: وقرأ عليه أيضا، أحمد بن بابشاذ الجوهري، وأبو عبد الله محمد بن أحمد القزويني، وإبراهيم بن ثابت الأفليشي وغيرهم2.
48- علي بن جعفر السعيدي أبو الحسن مقرئ أهل فارس.
قرأ على أبي بكر النقاش، وأحمد بن نصر الشذائي، والحسن بن سعيد المطوعي، وابن الإمام وغيرهم، قرأ عليه نصر بن عبد العزيز الشيرازي وغيرهم وله مصنف في القراءات، رأيته توفي في حدود الأربعمائة3.