وعبد الله بن سوار العنسي، وأبو نصر بن الحباب وآخرون، وكان إمام مسجد باب الجابية، قال عبد العزيز الكتاني: كان يحفظ فيما يقال خمسين ألف بيت، للاستشهاد على معاني القرآن.

وكان ثقة، توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، حدثنا عنه علي بن الحسن الربعي وغيره1.

26- علي بن عمر أبو الحسن الدارقطني البغدادي المقرئ، الحافظ أحد الأعلام، وصاحب التصانيف.

سمع من البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وخلق كثير، وقرأ القرآن على أبي بكر النقاش، وأبي الحسين بن بويان.

وأحمد بن محمد الديباجي، وعلي بن سعيد بن ذؤابة، وسمع كتاب السبعة من ابن مجاهد، وتصدر في أواخر أيامه، وصنف فيها كتابا حافلا.

وهو أول من عمل الأبواب قبل فرش الحروف، وقد رحل في الكهولة إلى الشام، ومصر، وحدث وأفاد، وسمع من أبي الطاهر الذهلي، وطبقته روى عنه عدد كثير منهم العلامة، أبو حامد الإسفراييني، وأبو عبد الله الحاكم، عبد الغني الأزدي بن سعيد الأزدي، وتمام الرازي.

وحمزة السهمي، وأبو ذر الهروي، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو محمد الخلال وأبو الطيب الطبري، وأبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون، وأبو الحسين بن المهتدي بالله.

قال الحاكم: صار الدارقطني، أوحد عصره في الحفظ، والفهم والورع وإماما في القراء والنحويين، سألته عن العلل والشيوخ وصادفته فوق ما وصف لي، وله مصنفات يطول ذكرها.

وقال الخطيب: كان الدارقطني، فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر، ومعرفة العلل، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع على علوم، سوى الحديث.

منها القراءات، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، وبلغني أنه درس فقه الشافعي -رضي الله عنه، على الإصطخري. ومنها المعرفة بالأدب، والشعر فقيل إنه كان يحفظ دواوين جماعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015