وممن روى عنه شيخه ابن مجاهد جعفر الخلدي، وابن شاهين، وأبو أحمد الفرضي، وأبو علي بن شاذان، وأبو القاسم الحرقي، وهو مصنف كتاب شفاء الصدور، في التفسير، وقد أتى فيه بالعجائب والموضوعات.
وهو مع علمه وجلالته ليس بثقة، وخيار من أثنى عليه أبو عمرو الداني، فقبله وزكاه، على أنه قال: حدثنا فارس بن أحمد، سمعت عبد الله بن الحسين، سمعت ابن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق، وقد فرغت من الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر بن النقاش، بيده رغيف فقال لي: ما فعل الأخفش، قلت: توفي، قال: فانصرف النقاش، ثم قال: قرأ على الأخفش، قلت: عبد الله بن الحسين ضعيف كثير الغلط، فلعله ما ضبط هذه الحكاية.
وقد قال أبو الفرج الشنبوذي: قرأت على النقاش، وأخبرني أنه قصد دمشق للقاء الأخفش، فقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره.
قال الداني: حدثنا عبد العزيز بن جعفر قرأت على النقاش، وقرأ على الأخفش، وكان النقاش يقول: وأي عين رأت الأخفش، منذ خمسين سنة؟ قلت: روى جماعة عن النقاش.
قال: حدثنا أبو غالب ابن بنت معاوية بن عمرو، واسمه علي بن أحمد حدثنا جدي معاوية عن زائدة عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر -رضي الله عنهما، رفعه "إن الله لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه".
قال الدارقطني: فأنكرت هذا على النقاش، وقلت له: إن أبا غالب ليس هو بابن بنت معاوية، وإنما أخوه لأبيه محمد، ومعاوية وزائدة ثقتان، وهذا حديث موضوع فرجع عنه.
قال أبو بكر الخطيب: لا أعرف وجه قول الدارقطني في أبي غالب إنه ليس بابن معاوية، لأن أبا غالب يذكر أن أبا معاوية جده.
وقد رواه أبو علي الكوكبي عن أبي غالب عن جده عن معاوية بن عمرو فذكره النقاش: حدثنا يحيى بن محمد المديني، حدثنا إدريس بن عيسى القطان، عن شيخ له ثقة، عن الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه عن ابن عباس -رضي الله عنهما، قصة إبراهيم، والحسن والحسين.
قال الدارقطني: وهذا كذب، قال الخطيب: كان النقاش عالما بالحروف حافظا للتفسير، صنف التفسير وكتبا في القراءات وغيرها، وسافر الكثير شرقا وغربا.