وروى عنه ابن قانع، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، ومحمد بن علي بن سهل الأصبهانيان، وأبو القاسم الطبراني، وطائفة سواهم.
وثقه الخطيب وغيره، ومات في شوال، سنة إحدى وتسعين ومائتين1.
55- محمد بن جرير الطبري الإمام أبو جعفر، صاحب المصنفات والتفسير والتاريخ.
ولد بآمل طبرستان، سنة أربع وعشرين ومائتين، ورحل في العلم، وله عشرون سنة، فقرأ القرآن على سليمان بن عبد الرحمن الطلحي، صاحب خلاد.
وسمع حرف نافع، من يونس بن عبد الأعلى، وسمع الحديث من ابن أبي الشوارب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وأحمد بن منيع, ومحمد بن حميد الرازي، وأبي كريب وهناد، وخلق كثير، وصنف كتابا حسنا في القراءات، أخذ عنه ابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الداجوني.
وأبو طاهر بن أبي هاشم، وغيرهم، وتفقه عليه خلق كثير، وحدث عنه أبو شعيب الحراني، مع تقدمه، وأحمد بن كامل القاضي.
وأبو القاسم الطبراني، وعبد الغفار الحضيني، وأبو عمرو بن حمدان، ومخلد الباقرحي والجعابي، وآخرون.
قال أبو بكر الخطيب: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، ثم سرد ترجمته.
وقال ابن عساكر: قرأ القرآن ببيروت، على العباس بن الوليد بن مزيد، قال الخطيب: كان أحد أئمة العلم، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه، لمعرفته وفضله.
وكان قد جمع بين العلوم، ما لم يشاركه فيه أحد، من أهل عصره فكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن,
عالما بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، عارفا بأيام الناس وأخبارهم.
وله كتاب تهذيب الآثار، لم أر مثله في معناه، لكن لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه، كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء.