وقال صالح جزرة: سمعت هشام بن عمار يقول: دخلت على مالك، فقلت: حدثني، فقال: اقرأ فقلت: لا بل حدثني، فقال: اقرأ فلما راددته قال للغلام: اضربه، فضربني خمس عشرة درة، فقلت: ظلمتني لا أجعلك في حل. فقال: ما كفارته؟ قلت: أن تحدثني بخمسة عشر حديثا، فحدثني فقلت: زد من الضرب، وزد في الحديث فضحك، وقال: اذهب.
قال ابن الفيض: كان هشام يربع بعلي.
وقال أبو زرعة: الرازي: من فاته هشام يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث.
وقال أبو عبد الله الحميدي: أخبرني بعض أهل الحديث، أن هشام بن عمار قال: سألت الله سبع حوائج سألته أن يغفر لي ولوالدي، فما أدري ما صنع في هذه.
وسألته الستة فقضاهن لي، وهي الحج، وأن يعمرني نحو المائة، وأن يجعلني مصدقا على حديث نبيه -صلى الله عليه وسلم، وأن أخطب على منبر دمشق، وأن يرزقني ألف دينار حلالا، وأن يغدو الناس إلي في طلب العلم. فقيل له: من أين لك الذهب؟ قال: وجه المتوكل بولده ليكتب عني لما قدم إلينا، فجلست فانكشف ذكري. فقال الغلام: يا عم استتر، فقلت: رأيته ما إنك لن ترمد، فلما دخل على المتوكل ضحك، فسأله فأخبره، فقال: فأل حسن من الشيخ.
احملوا إليه ألف دينار، فحملت إلي من غير مسألة، ولا استشراف نفس.
قال البخاري وغيره: مات في آخر المحرم، سنة خمس وأربعين ومائتين، وعندي لهشام أخبار طويلة اختصرتها1.
16- عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، أبو عمرو.
وأبو محمد البهراني مولاهم الدمشقي المقرئ، مقرئ دمشق وإمام الجامع قرأ على أيوب بن تميم وغيره، وقيل إن الكسائي، قدم دمشق فقرأ عليه ابن ذكوان، وأنا أستبعد ذلك.