وأفرعن فى وادى الأمير بعد ما ... كسا البيد سافى القيظة المتناصر «1»
فقال الأعرابىّ: لا أعرف وادى الأمير. قال: فقلت: إنها فى كتاب أبى عبيدة: «فى وادى دلاميد» ، فقال: ولا أعرف هذا.
ولعلها جلاميد، ففصلت الجيم من اللام.
قال أبو حاتم: وفى رواية ابن جبلة: وادى الأميّل، باللام.
وكلّها غير معروفة.
فهؤلاء عدّة من العلماء قد اختلفوا فى اسم موضع، ولم يدروا وجه الصواب فيه، وسأبيّن ذلك فى موضعه إن شاء الله تعالى.
وهذا يزيد بن هارون «2» ، على إمامته فى الحديث، وتقدّمه فى العلم، كان يصحّف «جمدان» ، وهو جبل فى الحجاز بين قديد وعسفان، من منازل بنى أسلم «3» ، فيقول: «جندان» بالنون. وذلك فى الحديث الذي يرويه العلاء «4» عن أبى هريرة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير فى طريق مكة، فمرّ على جبل يقال له جمدان، فقال: سيروا، هذا جمدان «5» ، سبق المفرّدون [قالوا: وما المفرّدون يا رسول الله؟ قال:] «6» الذاكرون الله كثيرا والذاكرات) .