وخط الصفدىّ على نسخة هذا السفر هو الشهادة التاريخية التى لا تقبل الجرح، بأن هذا السفر من كتاب معجم ما استعجم لأبى عبيد البكرى.
ذلك إلى أننا نجد فى الجانب الأيسر من الكتاب بجانب كلمة أبى عبيد، اسم محمد بن شيخ السّلامية الحنبلى، بخط مملوكى جهير جميل، وهذا من شيوخ العلم الذين تزكّى شهادتهم شهادة الصفدى، ولعله أحد من تملكها.
وفى الزاوية اليسرى العليا شهادة أخرى بأن هذه النسخة اعتمدت للمقابلة والتصحيح، ونصها: قابل به، وصحح عليه، على بن ... [وذهبت بقية الاسم عند التجليد] عفا الله عنه، ولطف به. غفر الله سبحانه لصاحبه.
وعلى هوامش هذه النسخة من الداخل إضافات بعضها بخط الناسخ نفسه، تكملة لنقص فاته من نفس الأصل، أو إثباتا لمقابلة بأصل آخر، وهى كثيرة جدا، وكثير منها بخط العلامة الصفدىّ، كإضافة رسم «إصمت» . وبعض هذه الإضافات استدراكات على المؤلف، لأنه ترك شيئا كان حقه أن يذكره، أو تصويب نسبة شعر إلى قائله، أو نحو ذلك مما نراه مبثوثا على الهوامش.
والنسخة فى جملتها صحيحة، وخطها واضح جميل، إلا أنها لا تخلو من خطأ، برغم الاستدراكات والمقابلات المثبتة عليها؛ وكثيرا ما تتفق هذه النسخة هى ونسخة جوتنجن ج التى نشرها المستشرق وستنفلد، فى صوابها وخطئها، كما يستفاد من تعليقاتى المثبتة فى ذيول الصفحات، وأظن أن الأصل الذي كتبت عنه نسخة س كان أصلا لبعض النسخ الأوربية التى اعتمدت لطبع النسخة ج.
وقد جعلنا هذه النسخة هى الأم الأولى، التى يدور عليها محور المضاهاة والمقابلة للجزء الأول من المعجم، ورمزنا لها بالحرف س، إشارة إلى المدينة التى كتبت فيها، وهى سبتة.
وليس معنى كونها أصلا أول أننى أتمسك بلفظها حتى إذا ثبت كونه خطأ، بل أعتمد اللفظ الصحيح فى المتن من أية نسخة، وأثبت نتيجة المقابلة فى الهوامش.
الأصل الثانى: النسخة ق. وهى مؤلفة من ثلاثة أجزاء، كتب أولها فى مدينة القاهرة بخط نسخى جميل، من عصر الأتراك العثمانيين، على ورق كتانى أبيض، ناصع مصقول، رقيق ليّن. وهو محفوظ بدار الكتب المصرية، ورقمة 554 جغرافيا.