وحضر دروسه في «المنهاج» وغيره. وأذن له في التدريس. وأكثر «علي بن عبد الله» من السماع بالمدينة المنورة على شيوخها، وأخذ عنهم العلم الكثير.

ثم جلس للتدريس وانتفع به الكثيرون من الطلبة في الحرمين الشريفين، وعمل للمدينة المنورة تاريخا، وصنف حاشية على إيضاح النووي في المناسك.

ثم توجه فزار بيت المقدس، وعاد إلى القاهرة، ثم رجع إلى المدينة المنورة، فاستوطنها، وصار شيخها غير منازع.

احتلّ «علي بن عبد الله» مكانة سامية ومنزلة رفيعة، مما جعل الكثيرين يثنون عليه، وفي هذا يقول «شمس الدين السخاوي»: «هو إنسان فاضل متفنن، متميز في الفقه، والأصلين، مديم للعمل، والجمع والتأليف، متوجه للعبادة، وللمباحثة، والمناظرة قويّ الجلادة على ذلك، طلق العبارة، وهو فريد في مجموعه، ولأهل المدينة به جمال».

ظلّ «عليّ بن عبد الله» في عمل متصل بين التصنيف، والتدريس، والتنقل من مكان إلى مكان حتى توفاه الله تعالى قريبا من سنة اثنتي عشرة وتسعمائة.

رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015