هو: صالح بن عمر بن رسلان بن نصير بن صالح علم الدين العسقلاني، البلقيني الأصل، القاهري، الشافعي. وهو من القراء، والفقهاء، والمحدثين، والمؤلفين.
ولد في ليلة الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالقاهرة، ونشأ بها في كنف والده فحفظ القرآن، وصلى به للناس التراويح بمدرسة والده في سنة تسع وتسعين وسبعمائة. كما حفظ كتاب العمدة، ومنهاج الأصول، والألفية في النحو.
أخذ «صالح بن عمر» كثيرا من العلوم على مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم والده رحمه الله، والزين العراقي، والمجد البرماوي، والبيجوري، والحافظ ابن حجر، وغير هؤلاء.
تنقل «صالح بن عمر» في كثير من المناصب من الوعظ إلى التدريس إلى الافتاء حتى قال بعض أهل الأدب مثنيا عليه:
وعظ الأنام إمامنا الحبر الذي ... سكب العلوم كبحر فضل طافح
فشفى القلوب بعلمه وبوعظه ... والوعظ لا يشفي سوى من صالح
احتلّ «صالح بن عمر» مكانة سامية بين الناس مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول «الإمام السخاوي»: وكان مصونا متقلّلا من الدنيا غاية في الذكاء، وسرعة الحفظ، فلازم الاشتغال بالفقه وأصوله والعربية،