وكان «معاذ بن جبل» رضي الله عنه ينطق بالحكمة، وقد أثر عنه في ذلك الكثير من الأخبار أذكر منها ما يلي:
1 - قال: «أبو نعيم» حدثنا «أبي» عن «معاذ بن جبل» رضي الله عنه قال: «تعلّموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام ومنار أهل الجنة، والأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء، والضرّاء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواما، ويجعلهم في الخير قادة وأئمة، تقتبس آثارهم، ويقتدي بفعالهم، وينتهي إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلّتهم بأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى الحيتان في الحجر وهوامّه، وسباع الطير وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصباح الأبصار من الظلم، يبلغ بالعلم منازل الأخيار، والدرجة العليا في الدنيا والآخرة، به توصل الارحام، ويعرف الحلال من الحرام، يلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء» اهـ. (?)
2 - وروى «سليمان بن أحمد» أن «معاذ بن جبل» رضي الله عنه كان إذا تهجّد من الليل قال: «اللهم قد نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حيّ قيوم، اللهم طلبي الجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد» اهـ (?).
ومناقب «معاذ» رضي الله عنه كثيرة أذكر منها ما يلي:
فعن «أنس» رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «أرحم أمتي بأمتي «أبو بكر» وأشدّها في دين الله «عمر» وأصدقها حياء «عثمان»