قال «عطاء»: أسلم «معاذ بن جبل» وله ثمان عشرة سنة اهـ.
وكان رضي الله عنه: أبيض، جعد الشعر، طويلا، جميلا، عظيم العينين.
قال «جابر بن عبد الله»: كان «معاذ» من أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، وأسمحهم كفّا اهـ.
وقال «أيوب بن سيّار»: قال «أبو بحرية»: «دخلت مسجد «حمص» فإذا بفتى حوله الناس: جعد- قطط- إذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور- ولؤلؤ، فقلت: من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل اهـ (?).
وقد روى عن «معاذ» عدد كبير أذكر منهم: ابن عمر- وابن عباس- وجابر- وأنس- وأبا أمامة- وأبا مسلم الخولاني- وابن أبي ليلى- ومسروق- وآخرين.
ولقد أحبه النبي صلى الله عليه وسلّم، والدليل على ذلك قول «معاذ»:
لقيني النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «يا معاذ إني لأحبّك في الله» قلت: وأنا والله يا رسول الله أحبّك في الله، قال: «أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة: ربّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» اهـ (?).
ولسموّ منزلة «معاذ» عند النبي عليه الصلاة والسلام كان يثني عليه ثناء عاطرا، والدليل على ذلك الأثر التالي: فعن «ابن غنم» قال: سمعت «أبا عبيدة» - «وعبادة بن الصامت» يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين، وإن الله يباهي به الملائكة» (?).