توفي «أبو علي البغدادي» في رمضان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.

ومن شيوخ «محمّد بن شريح»: «مكي بن أبي طالب» يقول «الذهبي»:

أجاز له- أي إلى «محمّد بن شريح» - «مكي بن أبي طالب» وأخذ عنه، ومكي بن أبي طالب من خيرة العلماء الأندلسيين، وهو إمام محقّق عارف، ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان.

احتل «مكي بن أبي طالب» مكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه، وفي هذا يقول صاحبه «أحمد بن مهدي» المقرئ: كان «مكي بن أبي طالب» من أهل التبحّر في علوم القرآن، والعربية، حسن الفهم، والخلق، جيّد الدين والعقل، كثير التأليف في علوم القرآن، محسنا، مجوّدا، عالما بمعاني القراءات، أخبرني أنه سافر إلى «مصر» وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وتردّد إلى المؤدبين، وأكمل القرآن، ورجع إلى «القيروان»، ثم رحل فقرأ القراءات على «ابن غلبون» سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وقرأ بالقيروان أيضا بعد ذلك، ثم رحل سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وحجّ، ثم حج سنة سبع وثمانين وجاور ثلاثة أعوام، ودخل الأندلس سنة ثلاث وتسعين، وجلس للإقراء بجامع قرطبة، وعظم اسمه، وجلّ قدره (?).

ويقول «ابن بشكوال»: قلّده «أبو الحزم جهور» خطابة مسجد قرطبة بعد وفاة «يونس بن عبد الله القاضي» وكان قبل ذلك ينوب عنه، وله ثلاثون تأليفا، وكان خيّرا، متديّنا، مشهورا بالصلاح (?).

ومن مؤلفاته: «التبصرة في القراءات السبع، والكشف عن علل القراءات، ومشكل إعراب القرآن، والموجز في القراءات، والرعاية في التجويد. ويقول «ابن الجزري»: وتواليفه تنوف عن ثمانين تأليفا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015