في الألفاظ بالزيادة، كما أن القصر تغيير بالنقص، وسنذكره بعده. فمن الإشباع عند العامّة في الفتحة قولهم كَامْ في كَمْ الاستفهاميّة والخبريّة، ومرْسال في مُرْسَل، يعنون به الرسول، ومَعَاه، ومعَاك، في مَعَهُ ومعك - إلاّ أنّ أهل الريف يقولون: مَعَك، لأنهّم أقرب إلى الفصيح - وقولهم: رَاجل في رَجُل وغيرّوا الضمّة بالكسرة، خضَار في خُضر، بدَال في بَدَل، مخلاب الطائر، إن لم يرد في اللغة فتكون العامّة أشبعته.
في تصحيح التصحيف وتحرير التحريف للصفدي، نقلاً عن أوراق جمعها الضياء موسى الناسخ، وعن كتاب ما تلحن فيه العامة للزبيدي، والعبارة للأخير: «ويقولون للذي يستقي عليه: بَكَرَة. وبعضهم يقحم الألف فيقول: بَكَارَه. والصواب بَكْرَه، بالتخفيف، قال زهير
غَرْبٌ على بَكْرةٍ أو لؤلؤٌ قَلقُ ... في السّلْك خَانَ به رَبّانِه النُظَمُ
ويجمع على بكرات، قال الراجز:
شَرُ الدّلاءِ الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ ... والبَكَراتُ شَرُّهَنّ الصّائَمهْ»
ومنه قولهم: يسّاع أي يَسَع.
ومن الاشباع عندهم في الضّمة: كُورَة في كرة. الجبرتي ج 1 ص 124: يلعب الكورة.
ومن الإشباع عندهم في الكسرة: مينْ في مَنْ الاستفهاميّة، كأنهم كسروا أوّلها أوّلاً ثمّ أشبعوها. والدليل على ذلك أنهم كسروا أيضاً أوّل مَنْ الموصولة فقالوا فيها: مِنْ. ولكنّهم لم يُشْبعوا.
وفي ابن إياس ج 2 ص 299: بيهْ، مرتين، أي به. وج 3 ص 171: في زجل. والعامّة الآن تقول فيه: بُهْ. وقد تقول: بيهْ في الأغاني