12 جمادى الثانية, مستصحبا معه الكولونيل منكريف, وكيل نظارة الأشغال, والمسيو ميتشل من علماء طبقات الأرض, وبقوا هناك إلى أن عادوا يوم الإِثنين 16 منه؛ بعد ما شاهدوا الزيت, وتيقنوا من وجوده. واتضح لهم أن طبيعة الأرض هناك مناسبة لوجود مقادير وافرة منه في الطبقات العميقة, وأن سطح الأرض مشوب بالزيت على مسافة بعيدة في الجهات المجاورة, وأنه يمكن الآن استخراج «تونلاطتين» منه كلّ يوم من منبع واحد, وأن ثقل الزيت النوعي هو (880) وأنّه قريب من الشاطئ. ويوجد هناك مرسي أمين. ووجدوا أيضا أن المسيو دباي حفر هناك سبع آبار في مواضع متباعدة تباعدا عظيماً. وتحقق له أن تكوين الأرض واحد في جميع المواضع. فاستدلّ من ذلك أن الزيت موجود في كلّ هذه الجهة. ويؤكد أنه يرشح على مسافة بعيدة بالجهة الشمالية من جبل الزيت ثمّ يسيل في البحر. وقد أمر نوبار باشا بموالاة الاستكشاف ليلا ونهارا. ولما كان المسبار الموجود كبيرا شطروه إلى مسبارين للإِسراع في العمل. ووجود هذا الزيت أمر معروف من قديم الزمن, وإنما الاستكشاف الذي عمل عنه سابقا لم يأت بثمرة.

وفي يوم الأحد 7 رجب من سنة 1303 أيضا اجتمع المسيو منكريف وكيل نظارة الأشغال بنوبار باشا. وتشاورا في أمر الزيت, فأقرا على إرسال نحو 300 أو 400 شخص من المسجونين بطرة لتشغيلهم هناك, وأن تُعَدّ لهم سفينة ترسو في البحر الأحمر, بقرب الجبل ليبيتوا فيها. وأعلنت الحكومة للتّجار أنّها مستعدّة لإِرسال ما يلزم منه لكلّ طالب؛ فعلى من شاء أن يتفحّصه, ويطلب منه ما شاء من نظارة الأشغال. وظهر لهم أن ما يستخرج منه في اليوم والليلة يبلغ 150 ذراعا مئويا مكعّبا. وأرسلوا في هذا الشهر مقدارا منه إلى باريز (باريس) فحلَّلوه هناك فكانت نتيجة التحليل ما يأتي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015