والاقتداء بالعرب في خطابها. فلو ترك الناس على لحنهم كان نقصاً وعيباً؛ فكيف إذا جاء قوم إلى الألسنة العربية المستقيمة، والأوزان القويمة: فأفسدوها بمثل هذه المفردات والأوزان المفسدة للسان الناقلة عن العربية العرباء إلى أنواع الهذيان؛ الذي لا يهذي به إلا قوم من الأعاجم الطماطم الصميان؟!!) اهـ
ثم قال - رحمه الله تعالى -:
(وهؤلاء قوم تركوا المقامرة بالأيدي، وعجزوا عنها: ففتحوا القمار بالألسنة، والقمار بالألسنة أفسد للعقل والدِّين من القمار بالأيدي. والواجب على المسلمين المبالغة في عقوبة هؤلاء، هجرهم، واستتابتهم؛ بل لو فرض أن الرجل نظم هذه الأزجال العربية من غير مبالغة لنهي عن ذلك؛ بل لو نظمها في غير الغزل، فإنَّهم تارة ينظمونها بالكفر بالله وبكتابه ورسوله، كما نظمها ((أبو الحسن التستري)) في ((وحدة الوجود)) وأن الخالق هو المخلوق، وتارة ينظمونها في الفسق: كنظم هؤلاء الغواة، والسفهاء الفساق. ولو قدر أن ناظماً نظم هذه الأزجال في مكان حانوت: نهي؛ فإنَّها تفسد اللسان العربي، وتنقله إلى العجلة المنكرة.
وما زال السلف يكرهون تغيير شعائر العرب حتى في المعاملات، وهو ((التكلم بغير العربية)) إلا لحاجة، كما نص على ذلك مالك والشافعي وأحمد؛ بل قال مالك: من تكلم في مسجدنا بغير