وَبِالْجَمْرَةِ الْكُبْرَى إذَا صَمَدُوا لَهَا
يَؤُمُّونَ قَذْفًا رَأْسَهَا بِالْجَنَادِلِ
قُلْت: الْجَمَرَاتُ فِي مِنًى ثَلَاثٌ: الْجَمْرَةُ الْكُبْرَى وَتُسَمَّى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، وَهِيَ أُولَاهَا مِمَّا يَلِي مَكَّةَ وَأَوَّلَ مِنًى مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ، وَالْجَمْرَةُ الْوُسْطَى تَلِيهَا مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ وَعَلَى بُعْدٍ أَدْنَى مِنْ مَدِّ النَّظَرِ، ثُمَّ الصُّغْرَى عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْمَسَافَةِ بَعْدَ الْوُسْطَى مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ، وَالْحَاجُّ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الْكُبْرَى جَمِيعَ أَيَّامِ الْحَجِّ، أَمَّا الْوُسْطَى وَالصُّغْرَى فَيَبْدَأُ رَمْيُهُمَا فِي الْيَوْمِ الثَّانِي بَعْدَ الزَّوَالِ.
جَمْعٌ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْمِيمِ، وَآخِرُهُ عَيْنٌ مُهْمَلَةٌ جَاءَتْ فِي قَوْلِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ:
إنِّي وَالسَّوَابِحُ يَوْمَ جَمْعٍ
وَمَا يَتْلُو الرَّسُولَ مِنْ الْكِتَابِ
لَقَدْ أَحْبَبْت مَا لَقِيَتْ ثَقِيفٌ
بِجَنْبِ الشِّعْبِ أَمْسِ مِنْ الْعَذَابِ
قُلْت: جَمْعٌ، هِيَ الْمُزْدَلِفَةُ: الْمَشْعَرُ الْمَعْرُوفُ مِنْ مَشَاعِرِ الْحَجِّ. وَقَوْلُهُ بِجَنْبِ الشِّعْبِ، يَقْصِدُ يَوْمَ حُنَيْنٍ.
الْجَمُومُ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَمِيمَيْنِ بَيْنَهُمَا وَاوٌ: جَاءَ فِي ذِكْرِ غَزَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذْ قَالَ: وَغَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْجَمُومُ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ