علامة الحجاز الشيخ عاتق البلادي

(1352 هـ - 1431 هـ)

إعداد - بدر بن شاهين الذوادي

باحث في الشؤون التاريخية

• هو الأديب النسابة المؤرخ الجغرافي الشاعر الشيخ الرحالة (ابن بطوطة هذا الزمان) عاتق بن غيث بن زوير بن زاير بن حمود بن عطية بن صالح البلادي والبلادية فرع من قبيلة حرب العريضة التي تكاد تمتد - اليوم - بلا انقطاع من صحراء الطفَ شمالاً إلى وادي حلي جنوباً، مروراً بالمدينة وضواحي مكة وجدة، وغيرها من المدن.

• ولد في بادية شمال مكة، في مكان يدعى (مسر) بسفح جبيل يدعى (أبيَض) يوم 3 شوال 1352 هـ الموافق 1932 م (بين صلاتي العصر والمغرب)، ونشأ في البادية في بيت أبوين مؤمنين فأباه كان يؤذن لكل فرض ويصلي، وأمه هي التي علمته الصلاة. في هذه البادية رعى جميع أنواع المواشي، البهم والغنم والإبل، وطارد الجحاش، بل وطارد الذئاب بالعصا وبالنار! وكان والده قصاصاً نسابة شاعراً ناقداً، كل ذلك على مستوى قوم أميين، لا كما يعرف هو، فتأثر به، وكان يحفظ شعر قومه حفظاً جامعاً، فلا تمر به قصيدة إلا حفظها.

• طلبه للعلم:

وفي عام 1364 هـ توفي والده وكانت البلاد في ظروف الحرب العالمية الثانية، فنزل مكة المكرمة، ودرس في مدارسها النظامية، غير أن تركيزه كان على الدراسة في المسجد الحرام، فأخذ عن مشايخ فضلاء، منهم الشيخ عبد المهيمن عبد الظاهر أبو السمح وغيره.

• العمل في الجيش:

وفي عام 1372 هـ سافر إلى الطائف فعين في الجيش برتبة نائب كاتب في 15 جمادى الأول 1372 هـ، وفي 21 جمادى الآخر 1375 هـ رقي إلى رتبة وكيل، وفي 1 ربيع الآخر 1376 هـ تخرج في مدرسة المشاة برتبة وكيل ضابط، فكان ضمن اللواء السعودي الحادي عشر الذي أرسل تعزيزاً للجيش الأردني أثناء العدوان الثلاثي على قناة السويس. وفي خلال سنتين هناك حصل على: دبلوم في فن الصحافة من (معهد دار عمان العالي)، وعلى ثلاث دورات عسكرية في الجيش العرب (الأردني). تدرج في الرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة مقدم. وفي 1 ربيع الآخر 1394 هـ رقي إلى رتبة مقدم، وفي 17 جمادى الآخر 1394 هـ عين ركن عمليات الفوج الأول بالمنطقة الشمالية، ثم تسلم قيادة الفوج بعد ذلك، وفي 1396 هـ نقل إلى سلاح الحدود فتسلم قيادة قطاع رابغ، ثم نقل إلى وظيفة رئيس المجلس العسكري بسلاح الحدود بجدة، وهي آخر وظيفة عمل بها.

حصل على دورات عديدة في الجيش، من أهمها: دورة معهد اللغات لمدة سنة، حصل منه على دبلوم في اللغة الإنجليزية، والدورة المتقدمة المشتركة لمدة سنة، كان ترتيبه الثالث، والدورة التأسيسية في سلاح المشاة، ودورات عديدة أخرى.

• التفرغ للأعمال الفكرية:

هو من جيل الرواد في المملكة العربية السعودية الذين كان في طليعتهم أحمد السباعي وأحمد عبد الغفور عطار وعبد القدوس الأنصاري وأمين مدني وأحمد الخياري ومحمد البليهد وحمد الجاسر وعبدالله بن خميس ومحمد العبودي وسعد بن جنيدل ومحمد العقيلي وأبو عبد الرحمن بن عقيل وغيرهم

- منذ أن حصل على مؤهل في الصحافة اشتغل - جزئياً - في الأعمال الفكرية، وفي 1 ذي القعدة 1397 هـ صدر الأمر بإحالته على التقاعد بناء على رغبته للتفرغ للأعمال الفكرية.

-وفي 7 ربيع الأول 1399 هـ أسس دار مكة للنشر والتوزيع، التي لا زالت تنشر مؤلفاته وغيرها.

• النشاط والإنتاج الفكري:

منذ أن حصل على الدبلوم في فن الصحافة - كما أشرت سابقاً - كانت له محاولات، وإن كانت في البداية متواضعة، فكتب إلى جرائد: الندوة وعكاظ والقصيم والأضواء، وغيرها تحت أسماء مستعارة. ولكن منذ عام 1388 هـ صار يكتب بحوثاً مركزة في مجلتي المنهل والعرب، ومقالات وبحوث بلغت المئات في الجرائد والمجلات الأخرى الشهرية والأسبوعية والصحف اليومية.

• قام برحلات داخل الجزيرة وخارجها، فالتي في الجزيرة لا يحصيها، ونتج عن معظمها مؤلفات، أما خارج الجزيرة فرحلات عديدة إلى: الأردن وسورية وفلسطين - الضفة الغربية قبل الاحتلال - والعراق والكويت ومصر، منها رحلة واحدة بالسيارة فقطع فيها نيفاً وسبعة آلاف كيل: مكة - عمان - دمشق - بيروت اللاذقية - حلب، حماة وحمص - دمشق - عمان - بغداد - البصرة - الكويت - الدمام - الرياض - مكة.

• حضر عدداً من المؤتمرات الأدبية والتاريخية، وهو عضو في عدد من النوادي الأدبية منها نادي مكة الثقافي الأدبي، نادي جدة الأدبي، عضو في نادي الطائف الأدبي.

• أجريت معه مقابلات صحفية وإذاعية وتلفزيونية لا تحصى. كتب عنه عشرات التراجم والدراسات من الصين شرقاً إلى شيكاغو غرباً! وترجم بعض كتبه إلى لغات أخرى، للحديث بقية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015