الرياض - سعد الثقفي
انتقل إلى رحمة الله تعالى، مساء أمس الاثنين الأديب والمؤرخ عاتق بن غيث البلادي،. . . .
ولد رحمة الله في بادية مكة الشمالية قرب خليص، في الثالث من شوال لعام ألف وثلاثمائة واثنين وخمسين للهجرة، ثم التحق بالجيش السعودي، وفي عام ألف وثلاثمائة وستة وسبعين تخرّج في مدرسة المشاة بالطائف، وعمل بالجيش السعودي حتى وصل إلى رتبة مقدم، وفي عام ألف وثلاثمائة وسبعة وتسعين من الهجرة، أُحيل إلى التقاعد؛ ليعمل بعد ذلك في المجال الثقافي، وليحقق ما يربو على عشرين كتابا، في التأريخ والتراث، والشعر الشعبي. وعمل مراسلا صحفيا لبعض الصحف، ولقد روى لي رحمة الله أنّه أول سعودي يحصل على دبلوم صحافة من الأردن. وبدأ حياته بالصحافة والكتابة لصحف الحجاز القديمة مثل صوت الحجاز وحراء وأم القرى، وغيرها.
ثم أسس دار مكة للنشر والتوزيع عام 1397هـ التي عنيت بنشر وتوزيع مؤلفاته.
وكتب في المجلات الشهرية والأسبوعية والصحف اليومية مئات المقالات والبحوث. وله من المؤلفات المطبوعة عشرون كتاباً، وأخرى لا تزال مخطوطة.
وهو عضو منتسب في كل من نادي مكة الثقافي الأدبي، ونادي جدة الأدبي، ونادي الطائف الأدبي. كما حضر عدداً من المؤتمرات الأدبية والتاريخية.
وأجرى عدة مقابلات وندوات صحفية وإذاعية وتلفازية. وتم تكريمه يرحمه الله من قبل الدولة، ممثلة في وكالة وزارة الثقافة والاعلام. كما تمّ تكريمه من قبل أثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة، وكرّم من قبل نادي مكة الثقافي الأدبي.
ومن مؤلفاته المطبوعة: معجم معالم الحجاز (عشرة أجزاء)، معجم قبائل الحجاز (ثلاثة أجزاء)، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، فضائل مكة وحرمة البيت الحرام. فضائل القرآن. معالم مكة التاريخية والأثرية. أمثال الشعر العربي. الأدب الشعبي في الحجاز. بين مكة وحضرموت. على طريق الهجرة، بين مكة واليمن، نسب حرب، رحلات في بلاد العرب، الرحلة النجدية، طرائف وأمثال شعبية، أودية مكة، أخلاق البدو، قلب الحجاز، على رُبا نجد.
أشتهر الدكتور عاتق بن غيث البلادي (دكتوراه فخرية) برحلاته التي حقق من خلالها كثيرا من الطرق، والأودية، والتي امتدت من العراق شمالا حتى جنوب الجزيرة العربية واليمن.
وبوفاة الشيخ عاتق بن غيث البلادي الحربي رحمه الله افتقدت الأوساط الثقافية والأدبية في المملكة أديبا وعالما فذا.
جدير بالذكر أنّ صفحة التراث بجريدة الرياض قد حفلت بقلم البلادي رحمة الله قبل بضع سنين حين كتب عدّة مقالات بعنوان: محراث التراث.