عَالِجٌ عَيْنٌ مُهْمَلَةٌ وَبَعْدَ الْأَلِفِ لَامٌ فَجِيمٌ. جَاءَ فِي قَوْلِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
إِذَا سَلَكْت لِلْغَوْرِ مِنْ بَطْنِ عَالِجٍ
فَقُولَا لَهَا: لَيْسَ الطَّرِيقُ هُنَالِكَ
قُلْت: عَالِجٌ رَمْلٌ عَظِيمٌ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ يَمُرُّ فِي شَمَالِ نَجْدٍ قُرْبَ مَدِينَةِ حَائِلَ إلَى شَمَالِ تَيْمَاءَ، وَقَدْ سُمِّيَ قِسْمُهُ الْغَرْبِيُّ «رَمْلُ بُحْتُرِي» نِسْبَةٌ إلَى قَبِيلَةٍ مِنْ طَيِّئٍ تَمَلَّكَتْهُ، وَيُسَمَّى الْيَوْمَ «النفود» جَمْعُ نِفْدٍ، وَهُوَ الْقَوْزُ أَوْ الدِّعْصُ مِنْ الرَّمْلِ.
وَالْغَوْرُ - فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ -: كُلُّ مَا سَالَ مَاؤُهُ إلَى الْبَحْرِ فَهُوَ غَوْرٌ، أَمَّا فِي الشَّامِ فَالْغَوْرُ: الْأَرْضُ الْمُحِيطَةُ بِمَجْرَى نَهَرِ الْأُرْدُنِّ. وَالْبَيْتُ الْمُتَقَدِّمُ يَلْمِزُ بِهِ حَسَّانُ كُفَّارَ قُرَيْشٍ حِينَ غَيَّرُوا طَرِيقَهُمْ الْمُعْتَادَةَ الْغَوْرِيَّةَ إلَى طَرِيقٍ تَذْهَبُ مِنْ شَرْقِ الْمَدِينَةِ تَفَادِيًا لِغَزَوَاتِ الْمُسْلِمِينَ، فَيَقُولُ لَهُمْ: لَيْسَ هَذَا هُوَ الطَّرِيقَ الصَّحِيحَ إلَى الْغَوْرِ، أَيْ دِيَارِ قُرَيْشٍ، وَلَكِنَّ الْخَوْفَ أَلْجَأَكُمْ إلَيْهِ.
الْعَالِيَةُ إذَا ذُكِرَتْ فِي الْمَدِينَةِ فَهِيَ أَعْلَاهَا مِنْ حَيْثُ يَأْتِي وَادِي بَطِحَانَ، وَيُطْلَقُ الْيَوْمَ عَلَى تِلْكَ الْجِهَاتِ «الْعَوَالِي» جَمْعُ عَالِيَةٍ. جَاءَ فِي السِّيرَةِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ بَشِيرًا إلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ، بِفَوْزِ الْمُسْلِمِينَ فِي بَدْرٍ.
عَامِرٌ ذُكِرَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّهُ مِنْ جِبَالِ مَكَّةَ، وَلَا أَرَى ذَلِكَ.