فَوْقُ، وَآخِرُهُ نُونٌ، وَكَأَنَّهُ الْأَكْثَرُ بَيَانًا: جَاءَ فِي سَجْعٍ لِلْكَاهِنِ «سُطَيْحٍ» حِينَ سَأَلَهُ رَبِيعَةُ بْنُ نَصْرٍ مَلِكُ الْيَمَنِ عَنْ رُؤْيَا رَآهَا، فَقَالَ سُطَيْحٌ:. . . لَتَهْبِطَنَّ أَرْضَكُمْ الْحَبَشْ، فَلَتَمْلِكَنَّ مَا بَيْنَ أَبْيَنَ إلَى جَرَشْ.
وَكَانَ «أَبْيَنُ» فِيمَا يَبْدُو إقْلِيمًا وَاسِعًا، وَكَأَنَّهُ الزَّاوِيَةُ الْجَنُوبِيَّةُ الْغَرْبِيَّةُ مِنْ الْيَمَنِ، أَيْ مِنْطَقَةِ لَحْجٍ وَعدَنٍ وَمَا حَوْلَهُمَا، لِأَنَّ عَدَنَ كَانَتْ تُدْعَى «عَدَنُ أَبْيَنَ» لِشُهْرَةِ أَبْيَن وَوُقُوعِ عَدَنٍ فِيهِ أَوْ بِجِوَارِهِ، وَفِي ذَيْلِ السِّيرَةِ أَنَّهُ مِخْلَافٌ مِنْ الْيَمَنِ مِنْهُ عَدَنٌ، وَهُوَ مُطَابِقٌ لِمَا قَدَّمْنَاهُ، وَهُوَ قَوْلُ يَاقُوتٍ فِي مُعْجَمِ الْبُلْدَانِ، وَيَنْقُلُ يَاقُوتٌ عَنْ عُمَارَةَ الْيَمَنِيِّ قَوْلَهُ:
أَبْيَنُ: مَوْضِعٌ فِي جَبَلِ عَدَنٍ، قَدْ يُقَالُ: يَبْيَنُ أَيْضًا. وَأَقُولُ: هُوَ الْيَوْمَ مَوْضِعٌ مِنْ جَبَلِ عَدَنٍ كَمَا ذَكَرَهُ عُمَارَةَ، فَلَعَلَّ الِاسْمَ انْحَصَرَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بَعْدَ قِيَامِ مِخْلَافِ لَحْجٍ. وَيَقُولُ السَّيِّدُ هَادُونَ الْعَطَّاسُ: أَبْيَنُ مِنْطَقَةٌ زِرَاعِيَّةٌ إلَى الشَّمَالِ الشَّرْقِيِّ مِنْ عَدَنٍ، يُزْرَعُ فِيهَا الْقُطْنُ الطَّوِيلُ التِّيلَةِ.
وَجَاءَ فِي «طَبَقَاتِ فُقَهَاءِ الزَّيْدِيَّةِ: وَإِلَيْهِ تُضَافُ عَدَنٌ لِأَنَّهَا مِنْهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِأَبْيَنَ بْنِ زُهَيْرٍ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ حِمْيَرَ.
وَخُلَاصَةُ الْقَوْلِ: أَنَّ أَبْيَن مِنْطَقَةٌ مَعْرُوفَةٌ الْيَوْمَ قُرْبَ عَدَنٍ