لَعَمْرُك مَا خَشِيت عَلَى دُرَيْدٍ ... بِبَطْنِ سُمَيْرَةٍ جَيْشَ الْعَنَاقِ
قُلْت: يُوجَدُ الْيَوْمَ شِعْبٌ يَصُبُّ فِي نَخْلَةَ الْيَمَانِيَّةِ مِنْ الشَّمَالِ يُسَمَّى «سَمَرٌ» وَيُضَافُ إلَيْهِ أَحَدُ الْيَسُومَيْنِ فَيُقَالُ: يَسُومُ سَمَرٍ، وَيَسُومَانِ: جَبَلَانِ مُتَقَابِلَانِ عَلَى ضَفَّتَيْ نَخْلَةَ الْيَمَانِيَّةِ، أَحَدُهُمَا هَذَا وَالْآخَرُ يُسَمَّى يَسُومُ هِلَالٍ.
وَهِلَالٌ هَذَا: شِعْبٌ يُقَابِلُ سَمَرًا عَلَى الضَّفَّةِ الْجَنُوبِيَّةِ. وَاَلَّذِي أَرَاهُ أَنَّ الشَّاعِرَةَ قَصَدَتْ هَذَا فَأَنَّثَتْهُ وَصَغَّرَتْهُ تَطْوِيعًا لِلشِّعْرِ، وَلَهُمْ فِي ذَلِكَ نَظَائِرُ.
السُّنْحُ بِضَمِّ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ النُّونِ وَآخِرُهُ حَاءٌ مُهْمَلَةٌ: جَاءَ فِي ذِكْرِ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْر ٍ كَانَ عِنْدَ زَوْجَتِهِ بِنْتِ خَارِجَةَ، بِالسُّنْحِ
قُلْت: لَمْ يُحَدِّدْ صَاحِبُ السِّيرَةِ - كَعَادَتِهِ - مَوْضِعَ السُّنْحِ، غَيْرَ أَنَّ نُصُوصَ مَا تَقَدَّمَ ذَكَرَتْ أَنَّهُ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَيْلٌ، وَإِنَّهُ مِنْ مَنَازِلِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَمَنَازِلُ بَنِي الْحَارِثِ كَانَتْ فِي الشَّمَالِ وَالشَّمَالِ الشَّرْقِيِّ مِنْ الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ، أَيْ إنَّ السُّنْحَ هَذَا لَيْسَ بَعِيدًا مِنْ الْعُرَيْضِ الْمَعْرُوفِ الْيَوْمَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ; وَكُلُّ هَذِهِ الْأَرْضِ قَدْ عُمِّرَتْ الْيَوْمَ وَصَارَتْ أَحْيَاءً مِنْ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ.
سَنْدَادُ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تُكْسَرُ: ذُكِرَ فِي الْخَوَرْنَقِ، وَهِيَ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ، بَرِّيَّةٌ عَلَى