وَاللَّهِ مَا خَرَجَ إِلَّا مِنْ مُلْكِ الدَّارِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا بِقُرْطُبَةَ دَارُ الْمُلْكِ بِالْأَنْدَلُسِ نَظِيرٌ وَالْأَمْلَاكُ الطَّائِلَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً
وَقَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُتْقِنِ السَّبْتِيُّ لَمْ يَشْرَبِ الْحَفِيدُ طُولَ مُقَامِهِ بِمَكَّةَ إِلَّا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَلَمْ يَمْشِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُنْتَعِلًا قَطُّ
وَقَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَاطِبٍ الْبَاجِيُّ تُوُفِّيَ الْحَفِيدُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ
وَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَرْمَلِيُّ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ الْحِجَازِ زَارَ أَبُو الْوَلِيدِ الْحَفِيدُ مَعَنَا مَاشِيًا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَحِمْلُهُ مَعَهُ فَسَأَلْنَاهُ فِي الرُّكُوبِ فَأَبَى وَقَالَ وَاللَّهِ لَا رَكِبْتُ مِنْ بَيْتِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ إِلَى تُرْبَةِ نَبِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا كُنْتُ إِلَّا مَاشِيًا
1458 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَلَّبِ الْبَرْوَجِيَّ الْهِنْدِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ وَعَلَى يَمِينِهِ أَبُو بَكْرٍ وَعَلَى يَسَارِهِ عُمَرُ وَأَنَا وَفَقِيهٌ مِنَ الْمَغْرِبِ مَعِي فِي بَعْضِ الْمَسَاجِدِ بَائِتَانِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ من هَهُنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيهٌ وَغَرِيبٌ
وَلَمْ أَرَ قَطُّ وَجْهًا أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِهِ وَكَانَتْ رِجْلِي تُوجِعُنِي فَهَدَأَتْ بِبَرَكَةِ رُؤْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1459 - هَارُونُ هَذَا مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ مِنْ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا بَرْوَجُ وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا لَا يَتَمَكَّنُ مِنْ تَعْبِيرِ مَا فِي قَلْبِهِ وَيُرِيدُ إِيرَادَهُ لَا بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَا بِالْفَارِسِيَّةِ إِلَّا بَعْدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ وَكَانَ يُؤَذِّنُ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ الثَّغْرِ وَقَدْ حَجَّ وَيُقَالُ لِبَرْوَجَ بَلَدِهِ بَرْوَضُ أَيْضًا
1460 - سَمِعت هُزَارَمَرْدَ بْنَ مَحْمُودِ بْنِ الضَّيْفِ الْجُنْدِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ أَنْشَدَ ابْنُ الْعَلَّانِيِّ الْمَعَرِّيُّ الْأَفْضَلَ سُلْطَانَ مِصْرَ قَصِيدَةً عِنْدَ إِخْرَاجِهِ الْقُمُوحَ وَبَيْعِهَا لِلرَّعِيَّةِ بِنُقْصَانِ مَا كَانَ التُّجَّارُ يَبِيعُونَهَا فِي أَيَّامِ الشِّدَةِ اسْتَحْسَنَهَا مَنْ سَمِعَهَا وَمِنْ جُمْلَتِهَا
(يَا مُغْلِيَ الْأَشْعَارِ وَهْيَ رَخِيصَةٌ ... يَا مرخص الأسعار وَهِي غوالي) // الْكَامِل //