في غصن بان زهته الريح تخفضه ... طورا وترفعه أفنانه صعدا

خلو الهموم سوى حبّ تلمّسه ... في الترب أو نغبة يروي بها كبدا

ما إن يؤرقه فكر لرزق غد ... ولا عليه حساب في المعاد غدا

طوباك من طائر طوباك ويحك طب ... من كان مثلك في الدنيا فقد سعدا

وحدث أبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن البراغوثي اللغوي فيما ذكره السلفي قال: أنشدني أبو منصور الثعالبي بنيسابور للخطابي يقوله في الثعالبي:

قلبي رهين بنيسابور عند أخ ... ما مثله حين تستقرى البلاد أخ

له صحائف أخلاق مهذبة ... منها التقى والنهى والحلم ينتسخ

قال أبو طاهر السلفي: وقلت أنا فيه في سنة خمسين وخمسمائة لشغفي بتآليفه، ورغبتي في تحصيل تصانيفه:

ظنّ هذا الخطّاء في الخطابي ... شيخ أهل العلوم والآداب

من على كتبه اعتماد ذوي الفضل ... ومن قوله كفصل الخطاب

أن يحوز الفردوس اذ أتعب النفس ... لذي العرش غاية الاتعاب

وتعنّى في الأخذ جدا وفي التصنيف ... من بعد رغبة في الثواب

نضر الله وجهه من إمام ... ألمعيّ أتى بكلّ ثواب

ولعمري قد فاز بالرّوح والريحان ... من غير شبهة وارتياب

فلقد كان شمس متّبعي الشرع ... على الزائغين سوط عذاب

وللسلفي فيه أشعار غير هذا في نهاية الضعف والسقط كما ترى «1» ، ومن شعره في اليتيمة «2» :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015