إتقان. وعلى الرغم من اعترافه بأن الخطأ جائز على جميع البشر، فإنه يرى الأمور نسبية ويضيف قائلا: «وعلى ذلك فإنني أقول ولا أحتشم، وأدعو إلى النزال كلّ علم في العلم ولا أنهزم، إن كتابي هذا (أي معجم البلدان) أوحد في بابه، مؤمّر على أضرابه، لا يقوم بإبراز مثله إلا من أيّد بالتوفيق، وركب في طلب فوائده كلّ طريق» «1» ، وبهذه الروح نفسها يتحدث عن معجم الأدباء أيضا، فهو قد أبرزه في أبهى من الحليّ على ترائب الكعاب «2» ثم يقول: «واعلم أنني لو أعطيت حمر النعم وسودها، ومقانب الملوك وبنودها، لما سرّني أن ينسب هذا الكتاب إلى سواي» «3» ويبدو أن عظم الكتاب في نظره- بعد الجهد الذي بذله في سبيل تأليفه هو الدافع إلى منعه من ملتمسيه، وحجبه عن الراغبين في الاطلاع عليه. وعلى هذا الأساس يمكن أن يقال إن منهج ياقوت في التأليف كان يرمي إلى إذكاء الشعور بالرضى عن نفسه في نفسه، أو بما يتجاوز الرضى إلى نوع من السعادة الذاتية التي يغذيها لديه حب الظهور.
يقول الذهبي حين يعدّ الفروع العلمية التي ألّف فيها ياقوت: «صاحب التصانيف الأدبية في التاريخ والأنساب والبلدان وغير ذلك» »
. ومع أن هذا القول يصوّر المجالات التي شملها نشاط ياقوت، فيمكن تصنيف مؤلفاته على نحو آخر، لا يتجاوز أربعة مجالات رئيسية:
1- المبدأ والمآل في التاريخ (ذكره ابن الشعار وابن خلكان والذهبي في تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء وابن العماد في الشذرات) ويقول ياقوت في ترجمة