بنفسي من لو مرّ برد بنانه ... على كبدي كانت شفاء أنامله
ومن هابني في كلّ شيء وهبته ... فلا هو يعطيني ولا أنا سائله
ألا حبذا عيناك يا أمّ شنبل ... إذا الكحل في جفنيهما جال جائله
فداك من الخلّان كل مماذق ... تكون لأدنى من يلاقي وسائله
فرحنا بيوم سرّنا بامّ شنبل ... ضحاه وأبكتنا عليه أصائله
وكنت كأني حين كان سلامها ... وداعا وقلبي موثق الوجد حامله
رهين بنفس لم تفكّ كبولها ... عن الساق حتى جرّد السيف قاتله
وقال «1» :
ألا رب راج حاجة لا ينالها ... وآخر قد تقضى له وهو جالس
يروح لها هذا وتقضى لغيره ... فتأتي الذي تقضى له وهو آيس
ابن السكيت، والسكيت لقب أبيه: كان أبوه من أصحاب الكسائي عالما بالعربية واللغة والشعر، وكان يعقوب يؤدب الصبيان مع أبيه في درب القنطرة بمدينة السلام حتى احتاج إلى الكسب فأقبل على تعلم النحو من البصريين والكوفيين، فأخذ عن أبي عمرو الشيباني والفراء وابن الأعرابي والأثرم، وروى عن الأصمعي وأبي عبيدة، وأخذ عنه أبو سعيد السكري وأبو عكرمة الضبي