أبوا إلا مباهاة وفخرا ... على الفقراء حتى في القبور
فإن يكن التسامح في ذراها ... فإن العدل فيها في القعور
عجبت لمن تأنق في بناء ... أمينا من تصاريف الدهور
ألم يبصر بما قد خربته ال ... دهور من المدائن والقصور
وأقوام مضوا قوما فقوما ... وصار صغيرهم إثر الكبير
لعمر أبيهم لو أبصروهم ... لما عرفوا الغنيّ من الفقير
ولا عرفوا العبيد من الموالي ... ولا عرفوا الإناث من الذكور
ولا من كان يلبس ثوب صوف ... من البدن المباشر للحرير
إذا أكل الثرى هذا وهذا ... فما فضل الجليل على الحقير
وله «1» :
لا تلمني على الوقوف بدار ... أهلها صيروا السقام ضجيعي
جعلوا لي إلى هواهم سبيلا ... ثم سدّوا عليّ باب الرجوع
قدم المشرق ودخل بغداد والقاهرة ثم انصرف إلى بلده، وكان بارعا في النحو واللغة والأخبار وعلوم الأدب والشعر والعروض، عالما بالحديث والفقه والجدل، عارفا بالطب والرياضي والنجوم، وكان يميل إلى الاعتزال.
مات بعد انصرافه من المشرق سنة خمس عشرة وثلاثمائة.