وقال:
قرنت بواو الصدغ صاد المقبّل ... وأبديت لاما في عذار مسلسل
فان لم يكن وصل لديك لعاشق ... فماذا الذي أبديت للمتأمل
وقال من قصيدة:
عقدوا الشعور معاقد التيجان ... وتقلّدوا بصوارم الأجفان
ومشوا وقد هزّوا رماح قدودهم ... هزّ الكماة عوالي المران
وتدرّعوا زردا فخلت أراقما ... خلعت ملابسها على الغزلان
شاعر من فحول الشعراء الإسلاميين، كان عبدا لرجل من كنانة من أهل ودان، وكان فصيحا مقدما في النسيب والمديح مترفعا عن الهجاء كبير النفس عفيفا، قيل لم ينسب قط إلا بامرأته. وكان مقدما عند الملوك يجيد مديحهم ومراثيهم، وفي سبب اتصاله بعبد العزيز بن مروان وفكّ رقبته من الرق روايات شتى، منها أنه لما قال الشعر وهو شابّ جعل يأتي مشيخة القبيلة وينشدهم فاجتمعوا إلى مولاه وقالوا: ان عبدك هذا قد نبغ بقول الشعر، ونحن من بين شرّين: إما ان يهجونا فيهتك أعراضنا أو يمدحنا فيشبب بنسائنا، وليس لنا في شيء من الخلتين خيرة، فقال له مولاه: يا نصيب أنا بائعك لا محالة فاختر لنفسك، فسار إلى عبد العزيز بن مروان بمصر فدخل عليه وأنشده «1» :
لعبد العزيز على قومه ... وغيرهم منن غامره