كان نحويا أديبا متكلما كثير الرواية حريصا على العلم، قدم بغداد واستوطنها وقرأ بها العربية، وصحب الصاحب ابن عباد، وكان معتزليا متظاهرا بالاعتزال، وصنف كتاب ذم الأشاعرة، مات يوم السبت ثامن عشري جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.
قاضي هراة: كان فقيها شاعرا مجيدا كثير الفضائل حسن الشمائل، تفقه على أبي حامد الإسفرائني ببغداد، وسمع أبا الفضل ابن حمدويه والعباس بن الفضل النضروي وغيرهما، وامتدح القادر بالله. مات سنة أربعين وأربعمائة.
ومن شعره قوله «1» :
قم يا غلام فهاتها حمراء ... كالنار يورث شربها السرّاء
فاليوم قد نشر الهواء بأرضنا ... من ثلجه ديباجة بيضاء
وقال «2» :
معتّقة أرقّ من التصابي ... ومن وصل أتى بعد التنائي
يطوف بها قضيب في كثيب ... تطلّع فوقه بدر السماء